العبادي في طريق الطغيان !

 

 

يجري هذه الأيام حملة في مواقع التواصل الاجتماعي بالتحديد (face book) تعظيم وتفخيم وتكبير ومدح التحركات والقرارات التي يتخذها رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ,في إطار حملة منظمة لوضعه في الطريق الصحيح (للطغيان) !.

حتى بتنا نرى صفحات من قبيل  (أصدقاء العبادي) و(أنصار الدكتور ألعبادي ) و( الأرجل والأشجع في تاريخنا) و( أبناء ألعبادي ومساندة ابن العراق) ..الخ من صفحات النفاق الاجتماعي والسياسي, وطبعا كل تلك الصفحات تنقل صورا خاصة لرئيس الحكومة, ومن نظرة بسيطة ندرك أنها صورا مسربة من مكتبه الخاص لغايات التسويق الإعلامي للرجل.

يرى جون لوك هو فيلسوف تجريبي ومفكر سياسي إنجليزي.إن " الطغيان يبدأ عندما تنتهي سلطة القانون، أي عند انتهاك القانون، وإلحاق الأذى بالآخرين"

ويتفق الفلاسفة على تعريف الاستبداد بان كلمة  المستبد مشتقة من الكلمة اليونانية ديسبوتيس Despotes التي تعني رب الأسرة، أو سيد المنزل، أو السيد على عبيده. ثم خرجت من نطاق العائلة إلى عالم السياسة لكي تُطلق على نمط من أنماط الحكم الملكي المطلق، الذي تكون فيه سلطة الملك على رعاياه ممثلة لسلطة الأب على أبنائه في الأسرة، أو السيد على عبيده.

و الخلط بين وظيفة الأب في الأسرة التي هي مفهوم أخلاقي، ووظيفة الملك الذي هو مركز سياسي يؤدي في الحال إلى الاستبداد، ولهذا يستخدمه الحكام عندنا في الشرق للضحك على السذّج، فالحاكم "أب" للجميع أو هو كبير العائلة، وهذا يعني في الحال أن من حقه أن يحكم حكماً استبدادياً، لأن الأب لا يجوز – أخلاقياً – معارضته، ولا الاعتراض على أمره، فقراره مطاع واحترامه واجب مفروض على الجميع. وبالتالي ينتقل هذا المفهوم الأخلاقي إلى المجال السياسي، ويتحول إلى كبت للمعارضة أيّاً كان نوعها. وتصبح الانتقادات الموجهة إليه عيباً، فنحن ننتقل من الأخلاق إلى السياسة، ونعود مرة أخرى من السياسة للأخلاق، وذلك كله محاولة لتبرير الحكم الاستبدادي.

مانراه هذه الأيام من حملات (فيسبوكية) للتطبيل لشخص ألعبادي يندرج في إطار خلق حاشية له بعدما ذابت حاشية من قبله وبعضهم قلب لصاحبها ظهر المجن وتحول إلى معارض لشخص نوري المالكي بين ليلة وضحاها .

إننا في وضع لايسمح لنا بالسكوت عن مثل هذا التهريج فيكفينا ماعانيناها من (القواد) الضرورة وحواشيهم التي كادت إن تنقل لنا حتى جلوس القائد الضرورة (بالتواليت) !!

إن بدء حملة منظمة (لتأليه) ألعبادي وتسجيل منجزاته بماء النفاق والتملق وتاطير تحركاته العفوية وغير العفوية ستجعلنا نعاني في المرحلة المقبلة بالانشغال بتصفية معارضيه أولا ومن ثم الانطلاق للتفكير بمرحلة الولاية الثانية ,وتعود حليمة إلى عادتها القديمة ,في بلد يحتاج إلى من ينقذه من الأزمات التي تحيط به من كل صوب بدلا من تكبير صورة بطل التحرير القومي !!