مَن يثأر لشهدائنا ؟‏

البعثيون الدواعش قتلوا الطيّار الأردني (الكساسبة) بطريقة قد يعتبرها البعض جديدة ! ولكنها حدثت قبل أكثر من ألف وأربعمئة سنة، وذلك كما يروي المؤرّخون عندما أقدم سيف الله المسلول كما يحلو للبعض أن يسمّيه، على حرق رأس الصحابي الجليل مالك بن نويرة رضوان الله عليه وأكله أمام جنوده !!! والمثير في هذه القضيّة هي سرعة الردّ الأردني أذ أمر الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بتنفيذ حكم الإعدام بحقّ الإرهابيَّين الريشاوي والكربولي شنقاً حتّى الموت وتم ذلك فجر الأربعاء المنصرم.
وبحكم تجربتي أثناء إقامتي في الأردن لسنين عديدة فقد عرفتُ أنّ الأردنيين خليط من عدة أعراق غير متجانسة، واطلعت على كل صغيرة وكبيرة في هذا البلد المعتاش على المساعدات الدوليّة والنفط العراقي شبه المجاني، فقيادته تعرف الحق لكنّها تحيد عنه، والغالبيّة من الناس يؤيّدون البعثيين والقاعديين والدواعش، أمّا الذين صادفتهم أثناء مدّة إقامتي للأسف الشديد لم أجد فيهم نخوة ولاشهامة، وقد أطلقوا على أنفسهم لقب النشامى وهم بعيدون بعد الأرض عن السماء عن هذه التسمية، وهم يعرفون ذلك قبل غيرهم، ولكن بعد القرار الذي اتخذته القيادة في الأردن بإعدام الإرهابيين بهذه السرعة كردٍّ قويّ ضدّ الدواعش البعثيين جعلني أسال نفسي عدة أسئله منها: هل أتباع دين معاوية ويزيد أكثر رجولةً من قادتنا الذين يتبجّحون بأنهم أتباع دين محمّد وعلي وأهل البيت؟ ولماذا اهتزّت الأردن ملكاً وشعباً ومؤسّسات وأجبرت الملك على إعدام الإرهابيّين العراقيّين ( من أهل ذاك الصوب )، ولم تهتزّ شارب أيّ مسؤول عراقي لحرق جنديّين يوم أمس ومرّت الجريمة دون أن يشعر أو يتحدث بها أحد؟ ولماذا تمّ إعدام الإرهابيين المجرمين في الأردن بهذه السرعة مع أنّ الضحيّة هو شخص واحد لا أكثر، ولم يتم إعدام قادة الإرهاب والدواعش في العراق مع أنّ ضحاياهم تجاوزوا المئة ألف وأكثر؟ ومن يقف وراء المطالبة بالإفراج عن الإرهابيين؟ ولماذا لايتم إعدام كلّ الإرهابيين القابعين في السجون العراقية ذوات الخمس نجوم ولماذا لم نسمع أي محامي عراقي قد تطوع للدفاع عن الريشاوي والكربولي كما فعلت نقابة المحامين الاردنيين عندما تطوع أكثر من 300 محامي للدفاع عن الارهابي الذليل صدام ؟ ولماذا لايقيم الشعب العراقي سرادق العزاء حزناً على الريشاوي كما فعل الشعب الاردني ؟ ولماذا لانطلق أسم الريشاوي على شوارعنا ومدننا في العراق كما فعلت الاردن ؟ ولماذا لانسمي اسماء مواليدنا بأسم الريشاوي كما فعل الاردن عندما أطلق أسم جرذ العوجه على المواليد الجدد ؟ أين الشعب العراقي من ذلك؟ اين عوائل الشهداء؟ أين الجماهير؟ أين أبناء الشهداء وعشائرهم؟ هل من المعقول أن يكون الملك الاردني اشجع منكم ياقادة العراق؟ هل ممكن أن يكون الشعب الأردني شعب (نشامى) ونحن لسنا كذلك؟ ومتى يتم إنزال عقوبة الإعدام بكل الإرهابيين دون استثناء؟ وهل يقبل المنطق المساومة على دماء الضحايا؟ متى يفيق الشعب من سباته ويعلنها ثورة عارمة ضدّ البعثيين والخونة والدواعش؟ متى ينتصر الحقّ في العراق؟ لماذا كلّ هذا الجحود بحق الشهداء وعوائلهم؟ أملنا كبير بالله العزيز الجبّار وبابناء الحشد الشعبي أن يضغطوا ويطالبوا بإعدام كل الإرهابيين قبل أن يتم تهريبهم من السجون باسم الوحدة الوطنيّة والمقبولية والتوافقيّة، تلك اللعبة السياسيّة التي تعيد قتل الضحايا مرّتين.