تنازلوا عن امتيازاتكم قبل انفجار بركان الصبر

استذكارا لما حدث في ميادين التحرير ..في تونس ،ومصر،وليبيا ،والبحرين ،واليمن ....شاع- خطأً- في تلك  الاحداث التي اجتاحت وما زالت تجتاح عالمنا العربي المغبون والمأزوم والمبتلى بقادته و زعمائه، شاع مصطلح "تنازلات"!.
كانت وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة الرسمية وشبه الرسمية، المحايدة والمعادية والمنحازة تردد عقب كل اطلالة عصبية مرتبكة لأحد الزعماء المخضرمين في تلك البلدان اجبرته عليها حناجر ساحات التغيير وميادين التحرير: الشعب يريد اصلاح النظام ليطلق سراح حق من مئات الحقوق التي صادرها على مدار حقب وعقود جثومه على صدور الملايين المغبونة من شعبه المضطهد المكبل فتطبل زبانيته: السيد الرئيس القائد المنقذ قدم الكثير من التنازلات ولكن "العملاء" يرفضون ذلك فهدفهم تخريب البلاد وتحطيم العباد. عندها تسارع الفضائيات والاذاعات والصحف- بتوجهاتها المختلفة- ملتقطة المفردة "ببغاويا": قدم الرئيس الفلاني تنازلات اصلاحية تلبية للمظاهرات والاحتجاجات المليونية في ميدان كذا او دوار كيت ولكن المعارضة رفعت سقف مطاليبها. وحين يضطر الرئيس لاطلالة جديدة ولهجة "اجدد واخف" طبعاً بعد تبدل كلمة "اصلاح" بكلمة "اسقاط" فيطلق بعض الحقوق التي كان الحديث عنها يؤدي بصاحبه الى حبل المشنقة او الى زنزانات النسيان تنطلق ابواقه المأجورة مجددا: القائد يقدم المزيد من التنازلات فتردد القنوات تبعاً لها... المزيد من التنازلات.
لكن الجماهير حفظت الدرس جيداً وتعاملت مع الحدث بدقة...
قالت بصوت واحد...
حانت ساعة حسابكم. هذه حقوقنا المغبونة التي صادرتموها بطغيانكم وليست تنازلات ومنة من جيوبكم او من بيوت اهلكم "، حقوقنا التي تحيلونها هذه المرة الى "رشوة"  مؤقتة تريدون اسكات صرخاتنا الثائرة بها وتكميم افواهنا ونحر أمانينا. حقوق لم تفرجوا عنها الاّ خوفا على عروشكم التي هزها صراخنا وسيجرفها نزيف دماء شهدائنا الابرار.
اصلحوا حالكم تنازلوا عن امتيازاتكم  قبل انفجار بركان الصبر،فحتى معالجتكم الازمات خلقت ازمات وازمات واعلنت افلاس خزينة البلاد.