البرزاني للحياة: تجربة العبادي هي الأخيرة لإنقاذ البلاد ولابد من صياغة عراق جديد

 

بغداد: اعتبر رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، اليوم السبت، ان تجربة رئيس الوزراء حيدر العبادي، محاولة أخيرة لإنقاذ العراق، وفيما شدد على ضرورة صياغة عراق جديد إذا أُريد له أن يبقى موحّداً، اكد أن الحدود الجديدة في المنطقة تُرسم بالدم داخل الدول أو بينها مثل سوريا واليمن.



وقال البارزاني في حوار مع صحيفة "الحياة" اللندنية، إن "الانشغال بالتطورات المتسارعة حال حتى الآن دون عقد لقاء بيني وبين رئيس الوزراء حيدر العبادي فأنا منشغل جداً بالوضع في كردستان والحرب والجبهات ولم تحدث فرصة لي لزيارة بغداد وهو أيضاً منشغل"، مبديا أمله بأن "يلتقيه في بغداد أو أربيل".


وأضاف أن "تجربة العبادي محاولة أخيرة لإنقاذ العراق"، مشدداً على أن "العراق السابق فشل والحاجة ملحّة إلى صيغة جديدة إذا قُدِّر للبلد أن يبقى موحداً ولا بد من صياغة عراق جديد".

وبين البارزاني أن "كردستان تحولت إلى ملاذ آمن لأبناء المكوّنات الأخرى من مسيحيين وتركمان وعرب رافضين سياسة داعش وأخواته"، مشيرا الى أنه "لو حصل استفتاء ربما طلب بعض المقيمين خارج الإقليم أن يكونوا جزءاً منه".

وتابع البارزاني أن "الحدود الموروثة من اتفاقات سايكس - بيكو هي حدود مصطنعة والحدود الجديدة تُرسَم بالدم بين الدول أحياناً وداخل الدول أحياناً أخرى"، لافتا الى أن "الأزمات التي تعيشها معظم الدول هي أزمات مكونات وهويات كما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا"


وفي سؤال حول تنظيم داعش البريطاني الارهابي اجاب البرزاني، إن "داعش لديهم خبراء من مختلف بلدان العالم، وقد استقطبوا ضباطاً متقاعدين من الجيش السوفيتي السابق من اوزبكستان وكازاخستان والتتار والشيشان"، مبيناً أنه "لديهم عناصر من باكستان وعدد كبير من ضباط الجيش العراقي، بالاضافة الى ان هناك ضباط من جيوش عربية التحقوا بهم".

 


واضاف البارزاني أن "لدى داعش ما يسمى جيش الخلافة أو المهاجرين وهم من الأجانب الذين يقاتلون بشراسة"، مشيرا الى أن "أكثريتهم من الشيشان ومن دول أخرى والجثث التي يتركونها أظهرت وجود جنسيات متعددة وأنا شاهدت جثث أفارقة أيضاً".



وتابع البارزاني أن "عناصر داعش غنموا أسلحة من الجيشين العراقي والسوري، واستولوا على المخازن الإستراتيجية في بيجي والتي ربما يحتاجون إلى سنتين لاستكمال نقل محتوياتها"، لافتا الى أنهم "استولوا على نحو 1700 سيارة (هامر) أميركية مدرّعة لا يخترقها رصاص الكلاشنيكوف أو الـ (بي كي سي) و سيارة مدرّعة تحمي راكبيها".

وأقر البارزاني بأن "الحرب ضد داعش أصعب من تلك التي خاضها الأكراد ضد قوات صدام حسين"، موضحا أن "داعش تنظيم شديد الخطورة لديه تعصّب وخبرات ومال وعنف بلا حدود وعدد من الناس المستعدين للانتحار".