لمناسبة الهرج عن استعادة أملاك الدولة من الحواسم ونسلهم الأخطر.. يمكن للعراقي ان يستذكر الأملاك في بغداد ويقف على من سارع لاحتلالها والعمل بها.. أنها أحزاب عريقة وكيانات متعددة وشخصيات يصعب تسميتها.. فقد تصرفوا على طبيعتهم كلصوص.. ولم يحاولوا معالجة الأمر بعد ان دوت أسماؤهم كسياسيين وقادة وأسماء كبرى.. وبما يعني أنهم يتصرفون بطبيعتهم العميقة الراسخة من رخص وابتذال وعفوية بدائية... الخطورة ليس في نهب الأملاك العامة بحد ذاته بل لما يسلطه من ضوء على عقلياتهم بقناعاتها النهائية من أنها ليست عقول رجال دولة... فاجتاحتهم الدهشة إذ استلموا العراق من المحتل واستوطنتهم تلك الدهشة وستبقى... وستعمل كنوز الثروات ومساحات السلطات والنفوذ تفعل فعلها في الق وجوههم، وفي تجديد حيويتهم و في لمعان عيونهم لمعان العشاق، وفي انعكاس دواخلهم السعيدة في كياناتهم ومظاهرهم... فهم محلقون في عوالمهم الوردية وان كانوا مرغمين على المجاملة ومسايرة الناس والتظاهر بمشاركتهم همومهم وأحزانهم وليعودوا بعدها لحياتهم وأحلامهم المخملية... ولكن لهؤلاء هم أيضا... انه هم فقدان السعادة.. فقدان المال والسلطة والاعتبار الذي عبوا منه وبالغوا به... أرصدة وممتلكات في الخارج والداخل وحمايات تجر اذن الجدران وتضع لها عيونا لترى أهميتهم وخطورتهم وعلو شأنهم.. والخوف من خسارة كل ذلك.. وفي يقينهم وأعمق قناعاتهم ان هناك من يستكثر عليهم كل ذلك... هناك من يحسدهم ويتطلع لعودتهم الى القاع.. الأكثر شهادة وأقواها على انهم الأبعد عن مواهب وإمكانات رجال الدولة ليست الأملاك الماثلة أمام العيان، بل ألسنتهم الغبية وهي تنطق بوضوح عن نوعية افكارهم واهتماماتهم وتطلعاتهم... وهؤلاء الساسة من سنة وشيعة لا تكشفهم فلتات السنتهم بل قصديتها ووضوحها من انهم بايمان راسخ باحقيتهم بالعيش والتملك والسعادة دون الاخر.. فالاخر يأتي تاليا ولاحقا هذا رغم الحديث الممل عن الوفاء للعشرة والعيش المشترك والتاريخ والقيم والدين... وتكاد تنزلق السنتهم عن متطلبات اللياقة لتعلن انهم انما يستكثرون على الآخر ان يشاركهم منتوج الحقل والارض وما تكنزه الارض وما تبديه السماء من نجوم متلألئة.. بل وان لسان حالهم يقول انهم يمارسون التضحية والكرم الارعن اذ يتركون الاخر يشاركهم شم الهواء... وسيبدو استيلاؤهم على الدور والقصور والمباني والعمارات امرا طبيعيا... فهم يأخذون ما هو لهم ويأخذون حقوقهم واملاكهم... ولا يحق لاحد منعهم او مشاركتهم.. والآخر يبقى اخرا وان كان من ذات الطائفة اذا حال دون استحواذهم وتفردهم... تجسد وتجلي عقلية الاطفال الاستحواذية البعيدة تماما عن عقلية رجل الدولة هي التي طوحت بالعراق الى هذا الخراب والفساد والتمزق وتعاسة العيش ووجدت هذه العقول دعائمها ومشجعاتها بكثرة البسطاء الطائفيين..
|