ماذا تريد الولايات المتحدة الامريكية من حربها ضد الارهاب؟

 

لا احد يعرف بالضبط، ما تريده امريكا من وراء حربها ضد الارهاب . ولا احد يعرف، اذا كانت جادة في نواياها .. ام هي لعبة ترمي من ورائها الوصول الى اهداف غير معلنة، علما ان الكثير من السياسيين والباحثين في شؤون الحرب.. يؤكدون وقوف الولايات المتحدة الامريكة وراء تدافع الاسلحة ووصولها الى الدواعش، عن طريق البر والجو، مما عزز فينا الاندفاع الى تحليل تلك الشكوك، والوصول الى حقيقة الاهداف والنوايا الامريكية .
لقد عرفت منطقتنا حروباً عدة، منذ العقد الثاني من القرن العشرين وإلى اليوم، وعاش العرب أزمات طاحنة وزلازل سياسية وتقلبات عنيفة ومتغيرات حاسمة كانت لها عواقب شديدة التأثير في الحياة العربية على المستويات كافة، سياسياً، وعسكرياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وفكرياً، وثقافياً. ولكن ما يجري اليوم على الأرض يختلف اختلافا كبيراً عما جرى خلال قرن من الزمن. لقد وجد العرب أنفسهم مجبرين على الاشتراك في التحالف الدولي من دون أن يكونوا على بينة كاملة من الهدف الرئيس الذي يسعون إلى تحقيقه في إطار هذا التحالف الذي سمي دولياً، وما هو بدولي بالمعنى الدقيق للمصطلح، لأن الدول المشاركة فيه مشاركة فعلية، دول محدودة للغاية، من دون أن يكون هناك غطاء سياسي دولي بقرار واضح وصريح من مجلس الأمن. ومعظم الدول العربية التي هرولت الى المشاركة في ذالك التحالف .. هي دول ربطت قرارها السياسي بحبل الولايات المتحدة، وانقيادها اصبح منوطا بما تقرره امريكا، وتسعى الى انجازه وتحقيقه، ولا تملك ان تعترض على اي قرار .
ان ما يجري اليوم في سورية والعراق، وفي اليمن وفي لبنان، وفي ليبيا وفي الصومال، يدعونا إلى التساؤل عما يخطط للعرب، وينفذ ضد مصالحهم، ويدفع بهم نحو المجهول؟ ذلك أن محاربة الإرهاب لا تتم بهذه الطريقة، ولا ينفع أن تسلط الأضواء على بؤرة واحدة للإرهاب، وأن تشن الضربات الجوية على فصيل إرهابي واحد، ولا توقف تمدده وخطره، وتترك بؤر أخرى عفنة من الإرهاب، تهدد سلامة الجسد العربي، وتعيث فساداً في الأرض العربية، وتصرف أنظار العرب عن متابعة ما يجري في فلسطين المحتلة من عدوان وجرائم ضد الإنسانية، حيث يوجد اليوم المسجد الأقصى في خطر حقيقي محدق به، محاصر له، متربص به، وحيث تتآمر الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية مع إسرائيل لمنع الفلسطينيين من الحصول على قرار من مجلس الأمن لتحديد جدول زمني لقيام الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والدواعش في ليبيا تواصل قتل الشعب وتدمير المدن والقرى بوحشية تامة وبدعم امريكي اوربي، والقاعدة في اليمن تفجر وتقتل كل يوم، دون ان يكون لامريكا واوربا دورا حيويا بايقاف نزيف الدم اليمني . وفي سوريا يقتل العشرات يوميا، ولا تسلم المدن من القذائف والصواريخ، ومصر تئن من هول الدماء النازفة في كل يوم، ولا تجد الحلول الناجعة لمصيبتها ، ولبنان غارق في مستنقع لا أحد يعلم متى الخروج منه، والعرب، على وجه الإجمال، ولا نقول الحصر حتى لا نقع في المبالغة، تائهون في متاهات السياسة الدولية التي فرضت عليهم الدخول في غياهبها؟
لا أحد من العرب اليوم يعرف معرفة حقيقية أين نحن ذاهبون؟ الولايات المتحدة الأميركية، والقوى الكبرى، تعرف في أي اتجاه تسير قافلة العرب. والذين يزعمون منا أنهم يعرفون مصير العرب في هذه المرحلة، وفي المراحل المقبلة، ينطبق عليهم المثل [ينطقون بما لا يعرفون]
ألم يحن الوقت بعد ليستيقظ العرب والمسلمون، وليلتفتوا إلى أمورهم، ويصلحوا أحوالهم، ويصححوا الأخطاء التي وقعوا فيها، ويتعاملوا مع الواقع الذي يعيشونه بعيون مفتوحة، وبعقول مفكرة، وبإرادات حرة مستقلة مصممة على بناء الذات، وحماية الوجود، والدفاع عن المصالح العليا، وعن المستقبل، وان يتحدوا ليكونوا قوة يحسب لها الف حساب،ويعيشوا بعز وشموخ وكبرياء؟