{ أمنووور } , { رؤؤؤعه }

                   

فيس بوك عراقي بأمتياز ,  من الصعب  تجاوز  أهمية وسائل التواصل الاجتماعي ,ولكن  الخلاف في كلمة التواصل ..و التواصل عبارة عن الصلة واالوصل ..وهي معاني معجمية متفق عليها ..والخلاف فيما بعد هو طبيعة هذا التواصل وأهدافه ..فعلى الرغم من حلاوة وسهولة التواصل والتعارف بين الناس من خلال هذه القنوات الالكترونية المجانية تقريبا ,إلا ان هناك أهدافا كبيرة مغيبة عن هذا العمل.. العراق وبعد عديد المنعطفات التاريخية الخطيرة , من التي ألقى القدر بها عليه ...حظى بالانترنيت ,الذي كان شبه مستحيل في ظل النظام البائد المتعفن ...وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على التغيير  ولج العراقيون إلى عالم الانترنيت واستقروا بكل قوة في وسائل الاتصال الاجتماعي من مثل الفيس بوك..ويوتيوب ..وتوتير ..والباقية تأتي بنسب أقل في الاستعمال اليومي للفرد العراقي ...                                                                           

وللعراقيين كامل الحرية في الهدف من استعمال وسائل التواصل الاجتماعي ولاسيما ان هذا الشعب عانى ويعاني من أحزان كثيرة عمقت جروحه على مدى السنين الطويلة  الماضية ؛ أو كوسيلة جيدة تمنحهم الوقت الكافي للجلوس في البيت أمام الحاسوب بدلاً من المقاهي المحلية أو الشوارع المكتظة بالسكان والمفخخات وما إلى ذلك من مشاكل تنتج عنهما.. ومن هنا ألتمسُ في بعض الأحيان العذر لهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من جانب ترفيهي  فقط....والحقيقة ان استخدام الفيس بوك على  سبيل المثال لا الحصر لدى فئة كبيرة من الشعب العراقي , سبب صدمة كبيرة للمتتبع  والباحث في هذا الموضوع , حيث يتجسد هذا الاستخدام في الأغلب  ,على تكوين ونشر  ألبوم صور  فردية أوعائلية فقط ..وتنهال بعذ ذلك علامات الاعجاب والتعليقات البسيطة في محتواها , ومعظمها يتضمن كلمتين  فقط وهما ,  { أمنوررررر } و { رؤؤؤؤؤؤعه } اذا اهملنا {هههههههه} , و الموضوع على أهميته  غاب كليا , كما غاب غيره عن الباحثين في علم الاجتماع وعلم النفس كذلك  !!!  وهو موضوع خطير , ذو دلالات تربوية وثقافية كبيرة جدا  وخطيرة في الوقت نفسه تستحق من الباحث المختص التأمل والتفسير.                         .                               

 العراق يعج بالمشاكل وتطوقه الهموم من كل جانب , الوضع الاقتصادي المتردي يتبعه السياسي والبنى التحتية والوضع الامني , البلد على كف عفريت ,من غير الحديث عن سياسة النهب والسلب في المنطقة السوداء ,عفوا الخضراء ...عناوين طويلة وعريضة  , تكتب في العشرات من الأسطر ولكنها بالتأكيد غير كافية للتعبير عن أحزان الشعب العراقي , ومن أبرز هذه الهموم هم المثقف العراقي الذي يحاول جاهدا البدء مع الجماهير ومن الجماهير لعله يضع اللبنة الأولى للتغيير في هيكيلة  البناء التربوي والا يدلوجي للمجمتع حالما بعد ذلك بوطن يحفظ للجميع كرامتهم ..                 .                                                        

كانت وسائل الإتصال الاجتماعي واحدة من أهم القنوات التي حلم بها الكاتب العراقي لينفذ إلى عقول الأخرين ,ولكن العراقي كاتبا أواكاديميا .. تلقى صدمة كبيرة هزت كيانه , حين رأى تقاطر الناس بالمئات للاعجاب بصورة او نكتة والأنكى والأمر من ذلك حين تصطدم بمنشور { يسمى شعرا زورا وبهتانا } لانثى مجهولة تماما ,فتكتشف 500 متابع لها و200 تعليق  من نوع ...امنوووور ورؤؤؤعه..... وتكتشف القلة القليلة من الزوار ,يتفاعلون مع  أسطر الكاتب الفلاني او الشاعر الفلاني ..وهذا هو{{ العوق الروحي فعلا ..}} والموضوع لايستهان به ؛ نظرا  لتوابعه  ومدلولاته الاجتماعية والتربوية والثقافية الخطيرة جدا جدا... ولا بأس من النظر إلى تجربة  شعب البحرين العزيز الكريم وكيفية طرح مشاكله من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والاهداف المتحققة من ذلك..فهو متقم في هذا المجال بشكل كبير جدا جدا , والمثال نفسه ينطبق على الشعب السوري.. وأرجو أنْ لايستوطن  اليأس في نفس الكاتب او الاكاديمي العراقي ,  وعليه انْ يستمر في حشد متابعيه وطلابه وزملائه في مناقشة ما يطرح من أفكار, وواجب التدريسي العراقي في هذا المجال ومسؤوليته كبيرة جدا, من خلال أدخال طلابه في هذا المران الفكري والمحاولة الجادة لطرح مشاكل المجتمع والحلول ؛ لعل القادم من الزمن يجود علينا بمصطلحات فيس بوكيه تبعدنا قليلا عن امنووووور ورؤؤؤؤؤؤعه  .