عندما يحاول البعض ان يستغل الصحافة والاعلام للابتزاز

 ان من بين ابرز الامراض التي يمكن ان تصيب الصحفي والاعلامي وتجعله يحيد عن أخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام الاستعجال في تبني كل ما يصل اليه من معلومات والقيام بنشرها من دون بذل أية مجهودات للتحقق مما وصل اليه  احقاقا للحق وعدم ظلم اي احد من الذين تدور حولهم هذه المعلومة او تلك فمهمة الصحفي والاعلامي ليس فقط البحث عن السبق الصحفي والحصول على المعلومة من اجل نشرها بهدف الشهرة ولامعان اسمه في عالم السلطة الرابعة ولكن عليه اولا واخيرا العمل جهد الامكان على المحافظة على المصداقية وبذل كل الجهود من اجل التوصل اليها حتى ولو تأخر نشرها لانه ليس المهم من وجهة نظري ان تنشر شيئا كاذبا وغير حقيقي ويخالف الواقع وقد يتسبب بالآلام والوطئة النفسية على الذين يستهدفهم هذا الخبر المنشور او تلك المعلومة ناهيك عن مايسفر عنه من مهاترات بين الصحفي والاعلامي وتلك الجهات والتي يمكن ان تصل الى المحاكم وخلق العداوات وبذلك يكون الصحفي قد خلق له اعداء لا مبرر لهم في وقت يتعين فيه ان يكون على عكس ذلك تماما فيعمل على توخي الدقة والموضوعية وانصاف الاخرين فيكون بذلك قد رضا الله وضميره والتزم بقوة في الثوابت الاخلاقية والمهنية للكتابة. انه من المؤسف حقا ان نجد المئات من الاخبار المفبركة وغير الصادقة او تلك المبالغ فيها الى حد السخرية ان تظهر في هذه الصحيفة او تلك او هذه القناة اوذالك الموقع الاخباري وتستهدف اما اشخاصا بعينهم او جهات سياسية اواقتصادية تحقيقا لاهداف مرسومة من قبل الكاتب او الجهة التي تقف وراءه وبعبارة اخرى الابتزاز والتسقيط السياسي وبجميع  انواعه السياسية والاخلاقية والمادية والذي اصبح شائعا في صحافة واعلام اليوم بالعراق حتى تحول الموضوع من خلف الطاولات الى المطالبة العلنية والتهديد اما الدفع او تغيير المواقف واما صب النيران من خلال الانواع المختلفة من فنون الصحافة والاعلام كالاخبار والمقالات والتحليلات والرسائل في الصحف والقنوات الفضائية مستخدمين عبارات لم تتوافق ابدا مع الذوق العام والاداب ومستهجنة من الصغير والكبير وتشكل خروجا فاضحا على المعروف والمألوف حتى ان بعض القنوات التي تدعي على لسان اصحابها من الصحفيين الذين يعملون ويتولون ادارتها نيابة عن اصحاب اموال وتجار عراقيين تخدش في ما تنشره الحياء العام ولا تستحق ان تجلس العائلة امامها لان فيها من العبارات التي تستهدف بعض السياسيين ما يثير الاسمئزاز والتندر لا بل والاستخفاف والتعجب الى المستوى الذي هبطت اليه وكأنك تشاهد لغة غير مألوفة سواء اكانت بالعربية الفصحى او اللهجة العراقية الدارجة. والحقيقة التي يمكن استنتاجها من مثل هكذا كتابات ان اصحابها يعانون مع الاسف من ثقافة ضحلة ولايربطهم رابط مع اسس ومباديء الصحافة والاعلام وانما كل ما ينشرونه لايتعدى ان يكون طرهات لايمكن ان تجد صدا لها عند المشاهدين ولا حتى عن الذين تستهدفهم وللبقية صلة.