أمريكا تخطا في الحساب من جديد |
خرجت أمريكا من العراق بناءا على اتفاق امني مع رغبة حقيقية من أكثرية العراقيين بان لا يعودوا أبدا رغم ما قامت به أمريكا من عمل حقيقي تمثل بإسقاط حكومة البعث وصدام المجرم. أمريكا لم تتفاجأ برغبة العراقيين وحلمهم في إقامة دولة ديمقراطية حقيقية قائمة على التعددية تمحوا من ذاكرتها ما خلفته سنين الديكتاتورية البغيضة التي زرعها صدام وأعوانه،لكنهم بكل تأكيد يريدونها بعيده عن أمريكا وعن مشاكلها وأهدافها وغاياتها ،حتى وان أجبرتهم الظروف على التعامل مع أمريكا والقبول بتواجدها لفترة من الزمن. وأمريكا ليست دولة شريفة ولا امة عريقة حتى تحسن التعامل مع الآخرين إنما هي دولة استعمارية توسعية شيطانية لا تتحرك ولا تخطو خطوة الا بعد ان تعرف مقدار الفائدة التي تجنيها من تحركها على المدى القريب والبعيد،وفائدة أمريكا ليست مادية في كل الأوقات،فهي من تدفع الأموال على الأعم الأغلب ،لكنها ستكون أفضل إذا كانت الفائدة تآمرية كما هو الحال في دول الجوار الخليجية والأردن وتركيا. نعم أمريكا خرجت من العراق لكن إطماعها وكبريائها لم يخرجا معها فقررت ان تعود هذه المرة بالطريقة التي تريدها والتي لا يستطيع العراقيون الإفلات منها،فجاءت بداعش وإرهابه وحقده ودمويته وإجرامه،وكادت الخطة ان تنجح لولا وقفة المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وفتوى المرجع الأعلى الإمام السيستاني بالجهاد الكفائي الذي أوقف تمدد الدواعش وإعادة التوازن إلى الساحة العسكرية وقلب صفحة المعركة من انكسار إلى انتصار. أمريكا لم تفهم الدرس ولن تعترف بطبيعة الحقائق التي تجري على الأرض لأنها تعتقد ان بإمكانها ان تتلاعب بالنتائج حتى وان اقتربت المعركة من الحسم فراحت تدعم الدواعش بالسلاح والمعلومات والأموال علنا ودون حياء او خجل،عل معطيات المعركة على الأرض تتغير،ولما أيقنت ان كل هذا الدعم لن يكون كافيا لإعادة أحلام الرجوع الى العراق قررت ان تتلاعب بالألفاظ والجمل دون ان تدرك ان العراقيين هم اول من علم الحرف. ان المتتبع للتصريحات الأمريكية الخاصة بنتائج المعارك التي يخوضها إبطال الحشد الشعبي وقواتنا الامنية المجاهدة يدرك دون عناء حالة التخبط والإحباط التي يعيشها الأمريكان،ويدرك حالة الهلع التي تعرقل خطط البيت الأبيض من احتمالات النصر السريع التي يحققها ابناء العراق. أمريكا تعول كثيرا على إطالة زمن المعركة من اجل العودة الى العراق من بوابة الدواعش وهي لعبة مكشوفة حتى وان اخطئوا في مساحة الأراضي التي طهرها ابناء العراق من رجس الدواعش فهم معذورون،رغم ان الفرق واضح وكبير بين 1% وبين 22% لان القياسات الحقيقية يمكن ان يحصلوا عليها من أبطال الحشد الشعبي وقواتنا الأمنية لانهم وحدهم المعنيين بحساب الزمن وقياس المساحة. ان تخبط الأمريكان في حساب المساحات التي تم تطهيرها امر منطقي لان سرعة تقدم المجاهدين ورجال قواتنا الأمنية أذهلت الأمريكان وأطارت بعقولهم وجعلتهم غير مصدقين لما يتعرض له الدواعش من هزائم متكررة.
|