هكذا يتفشى الفساد والافساد في مؤسساتنا الامنية...

 

يبدو ان قول الحقيقة والنطق بها يزعج الكثيرين ممن يريدون ان يكون كل شيء تحت سيطرتهم وبمشتهاهم وبين ايديهم انطلاقا من انهم السلطة المقدسة التي لاينبغي المساس بها وللاسف فأن امثال هولاء ممن يجملون الاوضاع ويتحدثون عن رؤى صعبة التحقيق وهي اقرب ما تكون للتمنيات منها للحقائق هولاء ايضا يمثلون طبقة المتملقين والمحكومين بقرار الزعيم الذي يظن غالبا انهم صادقين في مدعاهم ونظرتهم غير مدرك للحالة المتدهورة التي يعيشها المواطن الذي بدء منذ زمن بعيد بفقدان الثقة بمشروع الدولة ابتداءا بمؤسساتها الرئيسية الخدمية والأمنية والقضائية وحتى السياسية وهو ان وصل الى حالة الاحباط التام فلن تكون هناك مسميات بهذا المعنى لانه سيلجأ الى بدائل اخرى على غرار هجره للقانون في فترات سابقة بعد غياب الامن والسلم الاجتماعي الى العشيرة ومن خلالها وبسبب سوء التعامل مع بعض التفصيلات بات الجميع تحت طائلة ما نسميه عرفا الفصل الذي طالما عطل الحياة ودفع الكثير من الكفاءات الطبية والعلمية وبعض مؤسسات الدولة الى ان تحابي وتبتعد خوفا من سطوة العشيرة مع احترامنا للخيرين من مشايخنا ووجهائنا الذين يسعون للامر بالمعروف ومعالجة المشاكل ااجتماعية بالحسنى وهم قطعا لاينطبق عليهم هذا الوصف لكن بعض الطفيليين والطارئين قد اساؤوا لمثل هذه البنية الاجتماعية المتميزة التي نعتز بها لكن ينبغي ان لاتكون بديلا مستديما وهو ما اريد الحديث بصدده عن اتجاه المواطن عندما يفقد الثقة في الدولة ومؤسساتها فانه سيبحث عن البديل وربما قد يكون السلاح هو الحل في الدفاع عن النفس وترك المؤسسة الامنية العراقية الوطنية جانبا والتي هي بعمومها مؤسسة ناشئة غير انها تفتقد للقيادة الحكيمة في كثير من مفاصلها كما تفتقد الخطط والتكتيكات لمزاولة مهامها في الدفاع عن المواطنين وحماية امنهم وربما ان عدم انتهاج نهج بعينة والاعتماد على الاجتهادات وتفشي الفساد هو ما وصل بها الى هذه الحالة وليس قضية الفضائيين وتعددهم وشراء المناصب القيادية من قيادات متنفذة وادارات في وزارتي الداخلية والدفاع الا امثلة على هذا الفساد الذي ينتج الفشل ولا اخفيكم فأن احد منتسبي وزارة الدفاع شكا لي من حالة الفساد المستشري في وحدته العسكرية التي كانت متمركزة في محافظة القادسية والتي انتقلت قبل فترة لـلمسيب شمال بابل وانتم تعرفون قطعا انها منطقة ساخنة وفيها عيون ونشاط للارهابيين ومن يتعامل معهم ويمدهم بالمعلومة يقول هذا الجندي الذي اعلم انه بمنتهى الاخلاص والجدية ان الموجود الفعلي للسرايا من المقاتلين لا يتجاوز 19-23 جندي بينما الاعداد الاصلية اضعاف اضعاف ذلك والسجلات وقوائم الرواتب تؤكد ذلك لكن الضباط وقادتهم الاعلى فالاعلى هم من يسهم في تدهور الوضع ويدعو البعض للتخلي عن الخدمة بسبب ضغط الواجبات والحركة المستمرة ناهيك عن مضاعفة احتمالية التعرض للخطر في المواجهات المباشرة مع الارهابيين وهم يمتلكون الافضلية في الغالب لسببين رئيسين اولهما الزيادة العددية وطبيعة التجهيز من اسلحة قنص ونواظير ليلية وثانيهما معرفتهم بالمنطقة وانحسار الانتشار الامني بسبب النقص العددي الذي يتيح للارهاب سهولة الحركة والقدرة على المناورة والانتقال وهنا اعتقد ان هذه الشكوى شخصت بما لايقبل الشك وجود قيادات متواطئة لايهمها وطن وحياة مواطن ولا حتى سلامة فرد من المؤسسة الامنية بل همها ان تجمع المال عبر اجبار البعض على الدفع او ان من يدفعون المال يمارسون اعمالا اخرى وهم في سلك وظيفة حكومية تدر عليهم مبلغا من المال دون تعب وكد وعناء وهذا ما اكده الاخ المشتكي الذي يعبر عن حالة المؤسسة الامنية وما تعيشه من اجواء ولابد من القول ايضا ان الفساد قد تعدى هذا الوصف البسيط انتشر على نطاق واسع لتصل الامور الى ان يعاقب ويتهم ويقسى على الجندي او الشرطي النزيه الذي يدلي بهكذا معلومات لان هولاء الضباط ومن معهم في الدوائر القانونية ومكاتب المفتش العام وحتى قيادات العمليات ومن خلال اتصالاتهم وعلاقتهم وحتى (كعاداتهم) يتحالفون ويتقاسمون ويمرر بعضه لبعض الاموال والصفقات من اجل ان لاتصل هذه المعلومة الى جهات قادرة على اتخاذ القرار وان تم التحقيق في شكوى من هذا النوع فانها تأخذ وقتا طويلا يسمح للمقصر والفاسد بجمع فضائييه وترتيب سجلاته وكماهو متداول (الانضباط عالي وحسب الاصول) وهو مايؤشر ترابط منظومة الفساد وغياب منظومة النزاهة وتحالف الجهات المتلاعبة بمصير البلاد والعباد من اجل غايات شخصية وحقيق مكاسب مالية بطريقة غير مشروعة هذا للاسف جانب بسيط جدا وتصور بسيط ايضا لما يجري بينما هناك امور اشد وطأة واكثر خطورة وهو ما حدث مع قائد شرطة الناصرية السابق اللواء صباح سعيد الفتلاوي الذي امضى صفقة مشبوهة ببيع سيارات مصفحة من تركة الجيش الامريكي كانت في معسكر طليل بعد ان تسلمها الجانب العراقي وقام ببيعها في السوق السوداء لتكون بيد الارهابيين الذين نفذوا عبرها سلسلة اغتيالات وعمليات قتل في الموصل ومحيطها والانكى من ذلك ان اللواء الفتلاوي كوفئ بعد سلسلة ترقيات بان يعين قائدا لعمليات سامراء وتوسط ممثلة الشعب شقيقته حنان الفتلاوي فهل هناك فساد اكثر من ذلك وهل سيخاف امثاله مستقبلا حين يرون ان الواسطة فوق القانون حتى لو تعاملت وتواطئت وتلاعبت بالمال العام وكنت عونا للارهاب والارهابيين ثم ينتهي كل ذلك بتوصية من النائب فلان والنائبة علان ولماذا (يزعلون ) حين يقول شخص ما من القادة السياسيين او الكتاب والاعلاميين وطلاب الحقيقة مثل هذا الكلام اذا كانت فيه جوانب من الحقيقة التي نريدها ان تسود؟؟!! اخواني واعزائي لايسعني في ختام مقالي الا ان اقول اننا بحاجة لوقفة جادة تقفز فوق المصالح وتغلب حياة المواطنين وامنهم وخدمتهم على على كل شيء اخر ولو انصتنا قليلا للعقلاء ومن همهم بناء البلاد فاننا سنصل ولاتعتقدوا ان في كلامي نكاية مع قسوته لكنه للاسف الحقائق المجردة والواقع الذي نعيشه فلا تأخذكم العزة بالاثم والغرور بالنفس الى ساحة مجهول لايمكن ان نخوض فيها وان خضنا فاننا قد لانصل مطلقا للمرجو وهو سيادة الامن والعدل في دولة نعتقد انه لازال هناك فيها مجال للاصلاح والا فالقادم اسوأ وان كنا نتمنى جميعا ان لايكون كذلك !!