هذه الطفلة، سيئة الحظ، أصيبتْ بداء السكر بعمر السنتين، جراء فايروس في وجبة من وجبات التلقيح، كما قال الطبيب في وقتها، وقد يكون السبب وراثيا، وأي كان السبب فقد وقعت عائلتها في التعاسة والركض وراء الأطباء وأخبار الاكتشافات والعلاجات.. جهاز فحص هنا واكتشاف علاج هناك وكلها تضاعف الهم والكرب.. فإذا كانت العائلة عاجزة عن التواصل مع أطباء وعلاجات الداخل كيف لها أن تتطلع لعلاجات وأطباء الخارج؟؟ ولكن الطفلة قد لحقتها المضاعفات، ومنها الحساسية من القمح والشعير ويمكن، بمضي الوقت أن تتلف وتتدمر خلاياها العصبية.. والمطلوب إجراء فحوصات وتحاليل ومنها استأصال عينة من معدتها لزرعها في المختبر وبما يتطلب التخدير ومتاعب الناظور.. وتمت العملية والزرع إلا أن الأطباء لم يتوصلوا للجواب، فما هو الحل؟؟ باختصار فانه شقاء وكابوس على الأبوين والأهل.. وكان مرض وعذاب الطفل قد أثار أسئلة وجودية لفلاسفة ومفكرين، وعن المعنى لشقاء وعذاب طفل بريء.. إلا أن العراقي وبظرفه المريع لا يطرح الأسئلة المريعة بل يعيشها.. فالحياة، كحياة، مفتوحة لكل الاحتمالات، وقد تكون مجرد مكابدة، مكابدة من اجل تحصيل العيش وإدامة الحياة، ومكابدة للحوادث والأمراض، ومكابدة للانفعالات والعواطف وحوادث العلاقات.. وقد تكون سلسلة أحلام وربما كوابيس تنتهي برقاد الموت.. وان الموت وحده يحيل الحياة إلى مصير والى مكابدة.. هذا وغيره ويطلع من البشر من يزيد الطين بلة، ويضاعف من الشقاء والمكابدات ويأخذ دور الغبي الغليظ والشيطان المارد الخالي من أيما إحساس وضمير ووعي.. وهو الكائن المتجسد في العراق الذي استبدل الرحمة على العباد واللطف بهم وعبادة الله بحسن المعاملة مع الناس.. استبدلوها بما تراه البشرية وتتأسى عليه ومنها ميدان الرحمة: الطب.. مستشفيات بواقع وعلامات لا نظير لها في العالم يصعب حتى تسميتها وتشخيصها، تماما وصعوبة تشخيص أمراض الجسد.. فلا غرابة أن تعيش العائلة مصير طفلتها التعيسة.. كأنه لا طبيب يمكن الاعتماد عليه في مرض السكر.. أين ذهبت تلك الأسماء والعبقريات الطبية؟؟ وهل في العلم طائفيات واجتثاثات؟؟ هلا تقدمت وزارة الصحة بجرد لأساتذة الطب ومصائرهم؟؟ ومن يرضى عن عذاب وتعاسة طفلة وذويها بهذه المجانية؟؟ ولكن غير الطفلة آلاف الأطفال بأمراض مختلفة وآلاف الناس يدورون على المستشفيات والعيادات الخاصة وبين أطباء بعناوين أساتذة وبألقاب كبيرة لا يرتقون إلى كفاءة مضمد قديم والنتيجة شقاء الناس والبحث عن مختبر في الأردن لتحليل مرض حساسية الحنطة لطفلة السكر.. ولكن ألا يوجد طبيب يمكن الاعتماد عليه لرعاية السكر والاختلافات من طبيب إلى طبيب في وقت وكمية الأنسولين؟؟؟
|