لماذا الاعتماد الكلي على النفط؟؟؟

 

حديثنا مابعد السلام على جميع قرائنا الكرام 

تعددت الاسباب والقوت واحد ...

ان في العراق الكثير من اسباب الرزق والثروات التي يتمكن بواسطتها الانسان العراقي ان يعيش ملكا...

فمجالات الحصول على القوت كثيرة فلو كان لدينا ادارة اقتصادية واعية في العراق للعبت دورا مهما في الاقتصاد يجعل دخل الفرد العراقي في مقدمة دول العالم. لكن ضعف الكادر الاقتصادي المفكر وضعف الخبرة في هذا المجال ادى الى افتقارنا الى اقتصاد متين يخرجنا من اعتمادنا الكلي على النفط ثم النفط ثم النفط....

وقد نعزوا سبب ضعف اقتصادنا لعدم اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب فالسياسيين المتخبطين بالسلطة يعملون مايشائون وينصٌبون من يحلو لهم خدمتا لمصالحهم وتعزيزا لمكانتهم في السلطة وهذه المصلحة بالتاكيد هي ابعد ما يكون عن مصلحة الوطن.

ان الطرق الكفيلة لنمو الاقتصاد في العراق واسباب الرزق كثيرة جدا من خلالها نجني الكثير من الخير للبلد. ففي العراق موارد طبيعية هائلة وسوف نوضح بعضها ونبين اهميتها.

اهم هذه المجالات غير النفط هي الاتي:

الزراعة

الصناعة

السياحة

المعادن

الزراعة: ان جميع العراقيين يعرفون وبدون ادنى شك ان 60% من ارض الرافدين ارض زراعية خصبة من الدرجة الاولى .منذ اقدم الازمان اشتهر السومريون والبابليون والاكديون بالزراعة لخصوبة ارض العراق من شماله الى جنوبه واحتواءه على نهرين عظيمين. والكثير من الموارد المائية التي لم نستفد منها بصورة كاملة .

العراق الان يستورد كل ما يحتاجه من الفواكه والخضر من دول الجوار ودول اخرى في حين ان بامكانه زراعة ارضه والاعتماد على نفسه لسد حاجة البلد ولكن مع شديد الاسف لا احد يعتني او يستثمر هذا القطاع المثمر والمهم لجميع العراقيين... ولو ركزنا على منتج التمر والنخيل فقط لغزونا العالم بانتاجنا اللذي يضاهي انتاج جميع الدول المنتجة لهذا المحصول. فقد كان العراق في عام 1990 يملك ما يزيد عن 135 نوع من التمر وكل عام تزداد انواعه فان النخيل لوحده ثروة. ولا زلت اذكر قول استاذي في المرحلة  الابتدائية "اذا مات العالم باسره من الجوع فالعراقي اخر من يبقى لوفرة انتاج التمر لدينا".

الصناعة: اثبت العراقيون منذ  اقدم العصور وحتى في العهد البائد بانهم اصحاب قدرة صناعية رائعة ويتمتعون بالامكانية والخبرة والتفاعل مع التكنلوجية مما يؤهلهم لتصنيع الكثير من المنتجات، وخير دليل على هذا هو مصانع هيئة التصنيع العسكري المنحلة وانتاجها العسكري المتميز ومصانع وزراة الصناعة والمعادن. فلو تفكر الحكومة في استغلال هذه الكفائات وتعيد فتح هذا القطاع والاهتمام به من جديد لسد العراق جزءا كبيرا من حاجة السوق المحلية. ولكن للاسف تم اهمال هذا الجانب، واهمال ذوي الخبرة وتحجيم عطاءهم وخبراتهم العملية والعلمية. فلو استخدمنا هذه الكافائات لتم توفير فرص عمل لشرائح كثيرة من الشعب تبعده عن ظاهرة البطالة المقنعة. كما سيمكن الاستغناء جزئيا عن استيراد  ابسط المنتجات واسوئها نوعا.

السياحة: نقسم هذا القطاع الى 3 انواع

الدينية

الترفيهية

الاثارية

السياحة الدينية: من اهم القطاعات التي لم تأخذ نصيبها من الاهتمام والرعاية هي السياحة الدينية  وهي من اغنى الاستثمارات في العالم وهناك دول تعتاش على السياحة الدينية مثل تايلند والسعودية وغيرها. ونحن للاسف لا نهتم بها بالقدر الكافي ولا يستفاد منها ابناء شعبنا الا شريحة معينة منهم ,علما ان العراق يؤمه ملايين السواح لاداء مراسيم الزيارة لمدينة كربلاء والنجف وسامراء فهذه المدن هي كنز من الكنوز فلو اجرينا حسابا بسيطا لما هو عليه دخل شباك سيدنا الحسين ابا عبد الله عليه السلام شهريا لتبين انه يزيد على ميزانية دول كبيرة فأين تذهب هذه الاموال ؟ ولماذا لا نهتم بمدينة الحسين الاهتمام الكافي ونجعلها تحفة فنية يقصدها البعيد قبل القريب.

السياحة الترفيهية: يمكن للسائح العراقي او الاجنبي او العربي ان يصطاف في ربوع شمالنا الحبيب حيث جمال الطبيعة الخلابة ومائها الصافي وشلالاتها الجميلة ومناظرها الرائعة التي تفتقر لها اغلب دول العالم. وكانت ستشكل موردا مهما يغني اقتصادنا الوطني لو حضيت بالاهتمام الاعلامي واهتمام اصحاب الخبرة في هذا المجال. هذا غيرالسياحية جنوب العراق و الاهوار تلك المسطحات المائية المهمة والمهملة بالكامل, تلك الحضارة التي يتجاوز عمرها اكثر 6 الاف عام.

السياحة الاثارية: لو فتحنا فقط الحدود امام دول العالم لتأتي وتبحث وتستكشف اثار حضارة وادي الرافدين هذا يكفي ان يعيش البلد بنعيم وسعادة لسنوات طوال وتزيد ثقافته من خلال زيارة السواح لاثاره الجميلة والتي تعتبر اقدم اثار العالم اجمع فان العراق اقدم حضارة عرفها التاريخ وهي حضارة سومر واثار الحضر في نينوى واور وبابل وغيرها فلا يوجد اي اهتمام مادي او معنوي او اعلامي  كافي لهذا القطاع المهم والحيوي جدا في حياة العراقيين.

المعادن: تحتوي ارض العراق على نسب لا بأس بها من المعادن والعناصر الطبيعية التي تدخل في الصناعة ومنها:

الفسوسفات: في الانبار.

الكبريت الترابي والنفطي: في الموصل والكركوك.

الزئبق: في ميسان (لم يكتشف بعد).

الرمل الذهبي: في الانبار لصناعة الزجاج.

بالاضافة الى( النفط ) موضوع النقاش

ومما يثير الالم والحسرة في النفس ان العراق الان يستورد مادته النفطية المصنعة للاستعمالات اليومية من الخارج بواقع 3 مليار دولار سنويا ونحن بلد النفط الخام اللذي يستخرج منه هذه المواد (اليس هذا الامر محيرا ومثيرا للتساؤل)؟.

من كل ما تقدم من عرض مختصر اردت ان اثبت ولو بشكل مبسط  ان دولة العراق تملك الامكانيات اللازمة لانشاء قاعدة متينة من الاستقرار الاقتصادي وبالتالي الاجتماعي، لكن للاسف مع كل هذه الامكانات المتاحة يوجد في العراق الان اكثر من 30% يعيشون تحت خط الفقر يرزحون تحت مصاعب الحياة مما يولد البطالة والجهل والتخلف على جميع الاصعدة النفسية والمعرفية.

ان نزاعات الدول واختلافاتها مع بعضها البعض ومن ثم حروبها هي في واقع الامر لاسباب اقتصادية وليست اختلافات فكري اوعقائدية، فكل دول العالم تبحث عن الاستقرار الاقتصادي لانه اساس الاستقرار الامني والمجتمعي. فكلما كان اقتصاد الدولة امنا مستقرا متينا كلما كانت محط احترام وتقدير.

ختاما هي دعوة حقيقية لاستغلال موارد البلد الاقتصادية من زراعة وصناعة وحتى اعلام وسياحة وترفيه لخلق استقرارا اقتصاديا حتميا وارتفاع في المستوى المعاشي للفرد العراقي. وليكن النفط ذلك الخزين الذي نستخدمه لاسناد الخطة الاقتصادية المستقبلية.