دماؤنا ليست رخيصة .. مستر اوباما

 

بينما يتقاطر كبار المسؤولين العراقيين في الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 والى يومنا هذا على أمريكا لتقبيل الأيادي وتبويس اللحى وتقديم فروض الطاعة والولاء والتي عادة ماتبدأ بوضع أكاليل الزهور على ضريح الجندي الأمريكي المجهول وأضرحة الجنود الذين قضوا في العراق ومن ثم الثناء على صقور أمريكا وذرف دموع التماسيح حزنا على قتلاهم هناك ،نجد ان اوباما لم يكلف نفسه في خطابه الأخير لمناسبة مرور 10 اعوام على احتلال العراق الذي يسميه البعض تحريرا الترحم على قتلى العراق وتعمد تجاهلهم ربما لأن العراقيين ساسة ومسوسين ، حكاما ومحكومين لايستحقون الذكر بنظره لذا لم يأت على ذكرهم البتة ..واقول لأوباما ألا يستحق مليون ونصف المليون عراقي فتكتم بهم زورا وبهتانا بحجة أسلحة الدمار الشامل أن يذكروا في خطابك التأريخي ولو مجاملة ؟ الايستحق 3ملايين جريح عراقي مزقتهم قنابلكم المحرمة دوليا بذريعة ضلوع العراق في احداث الحادي عشر من سبتمبر ان يدعى لهم بالشفاء العاجل في خطابك سيد ..أوباما ؟ الاتستحق ال60 مليار دولار التي - شفطتموها - من صندوق اعمار العراق ان يذكر العراق ولو عرضا في خطابك الرومانسي ..أوباما ؟ ألا يستحق 25مليون لغم ارضي زرعتموها في بلاد الرافدين بدلا عن النخيل التي اقتلعتموها تقتل وتعيق سنويا 16 الف برئ ان يذكروا ولو على الهامش في خطابك المسرحي ..اوباما ؟ ألايستحق شعب فرقتموه الى سنة وشيعة ..عرب واكراد وتركمان .. مسلمين ومسيحيين ..صابئة وايزيدين ..يكره بعضهم بعضا ..ويسفك بعضهم دماء بعض بفعل مؤامراتكم البغيضة ان يذكروا ولو في ذيل خطابك البوهيمي مستر اوباما ؟الايستحق من عذبتموهم في معتقلاتكم ان يعتذر لهم ؟ ألايستحق من ذهبوا ضحية فرق الموت الطائفية القذرة التي أنشأتموها في بلادنا على غرار نظيراتها في أمريكا اللاتينية ان يدعى لهم بالرحمة والمغفرة ؟ ولااطيل عليك فانت مشغول الان - باكل الثريد - في (اسرائيل) لتقدم بعدها فروض الطاعة صاغرا لقادتها ممن دعموا حملتك الانتخابية الثانية تماما كما يفعل ساستنا معكم في واشنطن ..بليس مستر اوباما انسر مي اف يو ود ..اور اف يو وش .. اور اف يو كان ..علما انني لست مهتما بأجابتك لأنني اعلم   ماستقوله مسبقا واقول صبرا فان مرعى الغادرين وبيل .

 وأقول لأوباما ..الذي تعمد تهميش قتلانا ، فضلا على من أوغلوا في دمائنا من الميليشيات والقتلة والمجرمين  ان الدماء في الاسلام مصانة ومهابة ولايغرنكم من استسهل الدماء وأباح اهراقها بغير وجه حق، قال تعالى ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما ) كما حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدماء أيما تحذير فهو القائل في حرمتها(من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جيئ به يوم القيامة وقد كتب على جبينه ايس من رحمة الله ) وهو القائل في حرمة الدماء المعصومة عندما كان يطوف بالكعبة

 ( مااطيبك واطيب ريحك ، وان دم المؤمن اعظم حرمة عند الله منك ) وهو القائل ( لايزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما ) وهو القائل في حجة الوداع

( الاان دماءكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ) وهو القائل في حرمتها ( أول مايقضى به بين العباد يوم القيامة الدماء ) فأحذروا من الدماء ..من سفكها ..ومن التحريض على سفكها ..ومن التشجيع على سفكها ..ومن الاعانة على سفكها ..ومن التستر على من يسفكها ..ومن الدعوة الى سفكها ..ومن بيع الادوات والاسلحة والمعدات التي تؤدي الى سفكها ..فالحذر الحذر من سفك الدماء الا بحقها ..والحذر كل الحذر من تناسيها والتغاضي عنها أن التأريخ حاكم .