هل سيراجع المسلمون موروثَهم الفكرّي ؟
بعد أن تفاقمت ظاهرة تفشّي الفكر المتطرّف في السنوات الأخيرة بين صفوف الشباب المسلم والذي يدعو الى الكراهيّة المتشددة لكل مَن يختلف معهم في المنهج والسلوك والفهم ... هل من مراجعة جادّة لهذا الموروث الفكري ؟ وهذا الفكر الذي لايمت للإنسانية بصلةٍ لامن قريب ولا من بعيد ..ولايعترف أتباعه بتعاليم السنّة النبوية وأحاديث النبي الأكرم ص التي يؤكد فيها على حبِّ الآخر والتراحم بين الناس ..( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ) وتطاولوا على كتاب الله عزَّ وجل  وكفروا بآياته القرآنية التي تدعو للحوار والجدال بالتي هي أحسن ! بل لايقتربون من كل آية فيها دعوة إلهية لحفظ دماء الإنسان ...نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وإشتروا به ثمناً قليلا..فقدوا كل ادوات الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن وكفروا بآيات الله وسبله  التي تأمرهم بالدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهمبالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين) وهناك الكثير من الآيات الكريمة التي تدعو للعفو والصفح وكلمة السواء ...كفرت بها هذه المجاميع الضّالة وأستمرّت بتشويه الدين الإسلامي وحرّفت مفاهيم القرآن الكريم السمحاء...وأقول إستمرّت لأنها إمتداد لإجيال متطرّفه ومشبوهة ضاربة جذورها في عمق التأريخ الإسلامي .. بل لازمت الرسالة الإسلامية منذ نشأتها الأولى ...وبدأت تتصاعد حالة الإنحراف والتطرّف بشكل متفاوت حسب ظروفها الزمانية والمكانية ومتطلبات المصلحة لذلك الحاكم و تلك الفئة ...حتى بلغ الإرهاب والتطرّف والإنحراف أشدّه في مرحلة الحكم الأموي فكانت من نتائجه تلك المجزرة التأريخية التي راح ضحيتها خيرة أهل الأرض من بيت النبوة ...في مذبحة كربلاء ... وظلَّ هذا الفكر الملوّث ينتقل من جيل الى جيل والى يومنا هذا .. ممثلا بهذه  المجاميع الإرهابية المتطرّفة التي تمتهن القتل والحرق والذبح والتدمير.  البعض من رجال الدين يحاول إعفاء  موروث الحقبة الأموية مما يحصل الآن... ويحمّل مسؤولية الإنحراف الفكري والعقدي لمجاميع الإرهاب فقط  دون المساس بعقيدة أسلافهم ! هذا البعض يخالف توجهه وثقافته المتحجّرة  بعضٌ آخر من علماء المسلمين والمفكرين والمثقفين الذين رفعوا أصواتهم  بوضوح وصراحة  وطالبوا بجرأة الى ضرورة مراجعة الكتب الإسلامية التي تحمل أفكاراً متطرّفة وفتاوى تكفيرية وأراءً مشبوهة لأبن تيمية وغيره من مخلّفات الأمويين والمنحرفين المعاصرين وحرقها جميعاً لتطهّر منها المكتبات الإسلامية من اجل الحفاظ على سلامة عقول الشباب من التلوّث...نتمنى أن تجد هذه الدعوات الواعية طريقها الى تحقيق المراجعة الحقيقية لكل مابأيدي المسلمين من موروث روائيٍ ... لنبذ المحرّف منه الذي يدعو الى الفتنة والفرقة وبث الكراهية...ونشر مايصلح نشره ومافيه صلاح الإنسان وخدمة الإنسانية ...وهذا هو أمل الأجيال المسلمة وغير المسلمة ..أن يتحقق النجاح لهذا المشروع الإنساني الذي يخدم الإنسان والإسلام