اولاد المسؤولين واولاد (الخايبه)

في الوقت الذي يعيش فيه ابناء الشعب العراقي ظروفا صعبا على جميع الصعد ، من نزوح ،وقتل،وسبي ،ومصادرة للأملاك ، تأخير صرف الرواتب . يظهر في المقابل تشكيل قديم – جديد هو اولاد المسؤولين ،ليتمد سريعا مكونا له نصيبا على خارطة اليوم .

هذا التشكيل اخذ يمسك بزمام الامور في بعض مؤسسات الدولة من خلال تنظم (كروبات) شخصية تمارس عمليات السمسرة ، والربح غير المشروع ، والتعيينات، والمتاجرة بكل شيء . يمارس هذا التشكيل تحركاته بعلم ومرأى ومسمع من المسؤولين انفسهم وفق قاعدة ( اعتمد على نفسك يا ابني ) . اذا المجتمع العراقي مقسم الى طبقتين ، الاولى هي طبقة : اولاد المسؤولين الذين يتمتعون بامتيازات كانوا يحلمون بها هم واباءهم، ويصرفون (شدة) الدولارات ( بدون وجع قلب ) في جلسة سمر واحدة ،ويترددون على الخارج لاغراض شتى : التجارة ، الاستجمام والراحة ، الدراسة ، البحث عن الصبايا ذوات العيون الزرقاء .. الخ . في الجهة الاخرى تقف الطبقة الثانية ،وهم : اولاد(الخايبه ) الذين يكدحون من الصباح الى المساء بحثا عن

لقمة العيش ، تضربهم شمس تموز باشعتها لدرجة الغليان ،ويتكلم المسؤولين بأسمهم عند الانتخابات . واولاد ( الخايبه ) مشاريع متعددة منها : الذهاب الى صنادق الانتخابات ، وصد الاعداء في جهات القتال ، وقرابين للسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة .

اغلب النوع الاول ( اولاد المسؤولين ) يسكنون في المنطقة الخضراء – ان كانوا يقيمون في العراق – الا هم يسكنون في بلدان يحملون جنسياتها ، واحيانا قد يتكرم هؤلاء ويسكنون في منطقة معينة تحت حماية وحرس وقطار من السيارات المظللة ،لا تعرف من فيها ، و( العنده بخت من سكن المسؤول بالقرب من بيته ) ليس من باب ان الله اوصى السابع جار ، ولكنه لعله ينعم ببعض الخدمات من كهرباء وطنية لاتنقطع وشارع مبلط ..الخ من بركات المسؤول . اما (اولاد الخايبه ) فهم يسكنون في مائة متر (حلّ وشد ) ،او في العشوائيات حيث يهددون بين فترة واخرى بانهم من المتجاوزين على التصميم الاساسي وغيرها من الاسباب