الصيهود يصدح بباطل

بعض السياسيين او من يحسبون انفسهم على السياسة يحاول الاصطياد بالماء العكر، ومحاولاً تأزيم الوضع الحالي المضطرب ليصل الى درجة الانفجار الذي سيلقي بظلاله على العراق كله وربما يتجاوزه حتى الى دول الجوار.


ومن بعض السياسيين يطلب العراقي ان يقول خيراً او ليصمت لان في تصريحاته مآرب اخرى تزيد الشق والرقعة صغيرة كما يقول المثل.


 محمد الصيهود النائب عن دولة القانون اتهم سياسيين سنة بمحاولة اعادة التفجيرات الى بغداد بعد مطالبتهم بفك ما اسماه حصار مناطق حزام بغداد مبينا ان من اتى بهم الى العملية السياسية هم “داعش” والقاعدة وجبهة النصرة. حسب قوله.


لسنا بصدد تقييم الصيهود المطالب سابقاً بدورة ثالثة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ولا الحديث عن دولة القانون التي جرت البلد الى ما وصل اليه تخلفاً وفساداً وتراجعاً الى مصاف الدول المتأخرة، ولا نحبذ الكلام في طائفية بعض النواب ومنهم الصيهود الذي يعارض اطلاق سراح ائمة المساجد المعتقلين ظلماً وجوراً ودون ادنى ادلة تثبت تورطهم، لكني اقول له ولامثاله ما هكذا تورد يا هذا الابل.


اشبعنا وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والالكترونية بما فعله النظام البعثي السابق من اقصاء وتهميش واستبعاد لمكون معين، واستطاع المقصون تسويق مظلوميتهم الى العالم بأسرة، لكنهم وقعوا بما كانوا يحذرون منه ويسوقون له، فاصبحت الطائفية السياسية بل حتى الدينية تحرق الاخضر واليابس ويروج لها هذا الطرف او ذاك بغية زعزعة الاستقرار وهيمنة حرب ضروس لا تبقي ولا تذر.


ان الاولى بالصيهود وامثاله تتبع عورات الحكومة السابقة بسنيها الثمانية وما خلفته من جهل مركب قضى على ما تبقى من شئ يدعى مجازاً مواطن.


فالوضع الامني المتشنج آنذاك، والاوضاع الانسانية المتدهورة، وتخلف في صعيد الصحة والاعمار، وتفشي البطالة، وانعدام الحياة الكريمة، ناهيك عن تفرد اسود بالسلطة يذكرنا بالنظام السابق وما جره من ويلات، واخيراً وليس آخراً ظاهرة الفضائيين التي جعلتنا اضحوكة امام العالم، الصيهود ترك كل هذا وصب جام غضبه على متحدون ونحن ايضاً لدينا ملاحظات عليها، لكنها جزء صغير والمالكي وقانونه والطائفيون هم الحمل الاكبر.


الصيهود وحزام بغداد قصة ثانية، ويبدو أنه لم يأته خبر ما حل بالمحمودية وابو غريب وسواها من عمليات تطهير واعتقالات بالجملة واغتيالات وتشريد وتجريف وسل اهلها يأتوك بالخبر اليقين.


هل ان كل اهالي ابو غريب ارهابيون ايها الرجل؟


الم تكن الاعتقالات وقتها دون مذكرة قضائية؟


الم يصبح القضاء العراقي وقتها اضحوكة ولم يتعامل الانتربول معه؟


الم يخرج على شاشات التلفاز المحلية والعربية والعالمية اخبار العذاب الذي كانت يصب على المعتقل البرئ بغية استخراج الادانة، وسل الجزيرة والبي بي سي وبغداد والتغيير وغيرها يأتوك بالخبر اليقين.


ان مصلحة البلد تقتضي الان تجريم من ينادي ويرفع عقيرته بالطائفية غير مستح ولا مبال، وكأنه يريد ارجاعنا الى الزمن الاول ليعيش حالة التسلط التي كان يرزح تحت سطوتها.


دعوة لكل الشرفاء من ابناء السنة والشيعة ان يقاطعوا مثل هذه الدعوات النتنة التي ظهر عورها اليوم عبر الصيهود وربما غداً عبر امثاله.


كان الله في عونك يا بلدنا، واراحك من هموم الطائفيين وما اكثرهم