نحن .... والزمن |
كيف تفسر مرور اليوم كالساعة ومرور الشهر كاليوم ومرور السنة كالشهر؟ الكثير منا يشعر بذلك ويصرح بهي علنا قلت : نعم عملت في مؤسسات الدولة منذ عام 1977م ولحد اليوم , وكأنه لم يمر عليَ بضع سنيين , ودخلنا عالم الحروب المستمرة ( 1980- 2003 ) وكأن تلك السنيين الدموية مٌرت خلال(شمرت عصا) كما يقولوا أهلنا , واليوم نعيش عصر الإرهاب والمفخخات والقتل الجماعي وسوف ننسى في المستقبل هذه الإحداث المروعة ما لم توثق للتاريخ , ولكن هل تعتقد بان التقدم بالسن هو الذي يدعونا للشعور بتسارع الزمن ؟.. فكما هو معروف بان المجتمعات النامية هي اقل المجتمعات حركه واقلها تغيرا وتبدل واهتماما بالزمن ,لان الانسجام فيها متكامل وعادات فيها موروثة يقبلها الجميع ولا يفكر احد في الخروج عليها , وصور من الولاء للقبيلة موروثة أيضا وقواعد من السلوك قد يكون الكثير منها مرفوضا , لا يفكر احد بالتمرد عليها أو استنكارها , وصنوف من العمل في طلب الرزق بدائيه أحيانا , وهي ثابتة وقليلة التنوع ,على إن بعض تلك التقاليد تظهر إن التعلق بالقرابة الأبوية لم يكن دوما مظهر من مظاهر الفردية وانتشارها في مجتمعنا , وتؤكد إن هذا التعلق إنما هو دليل على وجود روح جماعية تجمع الإفراد الذكور المنحدرين من جد واحد لحاجتهم لهذا التجمع عندما تضعف الدولة و الأمن والقانون ويكون صوت العشيرة هو الصوت المسموع في الساحة , على العكس من المجتمع المدني المتقدم , المجتمع الذي فيه كل فرد مركز للحركة وفيه التقاليد ليس لها تأثير كبير في حياته ويستطيع تغييرها إذا رأى أنها لا تستقيم مع حياته , هذا التطلع واحترامه للزمن هو سر تقدمه في الحياة الحديثة ومظاهر النظام فيه ما هي إلا تطبيق واع للقانون الذي يثق فيه ويعتبره جزء من كيانه الشرعي , وما يتحدث بهي الناس عن مظاهر النظام في الدول الأجنبية سواء كان ذلك في المرافق الخدمية أو المؤسسات الحكومية ما هو إلا احترام صارم للقانون وللزمن,ولكي نجعل موظفينا يحترمون الزمن علينا أولا : إيجاد فرص عمل لكافة الموظفين وعدم ترك البعض منهم يفترشون الأرض يتحدثون عن أفكارهم العشائرية والسياسية والدينية , والعمل وفق نظام تبادل المواقع إي عدم بقاء الموظف في موقعه الحالي فترة طويلة ونقله إلى موقع أخر يتلاءم مع اختصاصه الدراسي ثانيا وكما هو معروف بان وقت الموظف مملوك للشركة التي يعمل بها,فلا يجوز له أن يتأخر عن بدء الدوام ولا يخرج إثناء الدوام الرسمي أو قبل انتهائه إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك,وقد روي عن النبي محمد(ص) حين قال((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه))
|