فتوى الحرمة ولدت ميتة كفتوى الجهاد

يوجد مثل دارج عند أهلنا يقول ( بعد ما تسلبت رفعت شراع ) يقصدون فيه السفينة التي تتعرض للقرصنة فهي بعدما يتم نهبها وسلبها ترفع شراع طلب النجدة ؟؟!! وهذا المثل ينطبق تماما مع هذه الفتوى التي صدرت من السيستاني فأين كانت هذه الفتوى قبل اشهر طوال ؟! أين كانت عندما كان - ولازال - القتل والسلب والنهب والإجرام والترشيد والتطريد من قبل المليشيات بحق المدنيين العزل البسطاء المساكين؟ أين كانت هذه الفتوى عندما قامت هذه المليشيات والعصابات التي تعمل تحت عنوان ( حشد ) بإزهاق ألاف الأرواح من النساء والأطفال والشيوخ والشباب الأبرياء؟ لماذا لم يثقف هؤلاء على عدم ارتكاب المفاسد قبل أن ينخرطوا في القتال ؟!.

آلا يعلم السيستاني عندما أصدر فتوى الجهاد انه سوف تكون هناك مفاسد ومحرمات وإجرام يرتكب تحت اسم وعنوان الجهاد ؟ ألم يقرأ الأحداث ؟ آلا يعلم انه يوجد حقن وشحن طائفي وهذه الفتوى سوف تشعل نار الطائفية وتجري انهار الدم ؟! هل غفل عنها أم انه يعلم بها ورغم ذلك أصدرها ؟! ويأتي الآن يرحم أفعال وقبائح ومفاسد هو شرعنها سابقا لتلك المليشيات !!! ومن سيمتثل لتلك الفتوى ومن سيطبقها ؟؟!!

هذه الفتوى ولدت ميتة كما ولدت فتوى الجهاد سابقا ميتة ... فلم يمتثل ويطبق هذه الفتوى كل من اختلط بدمه الحرام ... فهل يتصور السيستاني إن من قتل نفسا بريئة سابقا سوف يمتنع الآن ؟ أو من سرق ونهب وذاق الحرام هل سيمتنعون ؟! لا والله وبالله وإنما سوف تستمر المفاسد إلى ماشاء الله تلك المفاسد التي أوجدتها فتوى الجهاد ولا تقضي عليها فتوى التحريم التي كتب لها الموت أيضا كسابقتها