عيد الحب .. ميثولوجيا الاغتيال السياسي من بيروت الى بغداد

العراقيون واللبنانيون بعد عام ٢٠٠٣ تراشقوا التهم عبر وسائل الاعلام عرقنة لبنان ولبننة العراق ... بدءا افتخر بلبنان ثقافة وحضارة شعب معطاء يحب الحياة، ولكن الملفت للنظر ان هنالك قاسم مشترك للخوف بين الشعبين هو التمدد والسطوة الإيرانية في مصادرة القرار الوطني عبر أذرعه المتواجدة في بيروت وبغداد.
وكم تمنيت ان يكون ذلك المشترك بين الشعبين توأمة المدارس والجامعات ومراكز التطوير الانمائي للتنمية البشرية والمسارح وشارع المتنبي وقاعة البيال بكرنفالاتها الجميلة الرائعة وشارع الرشيد بتوأمة شارع الحمرا.
وتمنيت ان جعيتا وقلعة صيدا وصور وجبل المارون في ديركيفا ودير القمر وزقورة آور والجنائن المعلقة في بابل وآثار النمرود تطل عبر اعلان واحد في برامج الرحلات لبلاد الشرق تتصدر واجهة الشركات السياحية في أوربا وجميع بلدان العالم.
لكن حين اطلت علينا وسائل الاعلام من جوار فندق سانت جورج في بيروت نبأ استشهاد الرئيس رفيق الحريري في يوم " الفالنتاين" فكانت القشة التي قسمت ظهر البعير .. فان عجلة الدمار وإذعان الفرقاء السياسيين تمر عبر بوابة الاغتيال السياسي التي فارقتها المنطقة عقب اغتيال الرئيس السادات رحمه الله على يد الإسلامبولي عضو جماعة الاخوان المسلمين، وبعدها سمّت بلدية طهران اكبر شوارعها باسم "خالد الإسلامبولي" تيمنا بعمله الإرهابي، وهنا غابت المعايير في التوصيف، وبدلا من ان نسميه ارهابا ونستنكره جعلناه عملا بطوليا يمجّد وترّفع اسماء فاعليه عاليا حتى نؤسس لتلك الثقافة في روح اجيالنا القادمة.
وحين يعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مؤتمر صحفي سأمضي بوثيقة الاتفاق السياسي ولو تم اغتيالي ... نتسائل من يغتالك دولة رئيس الوزراء وانت تنتمي لأكبر كتلة سياسية في البرلمان وانت القائد العام للقوات المسلحة وتحت إمرتك العسكر والشرطة والأمن والمخابرات... اذاً سيقودنا التفكير ان هنالك قوة خفية تحكم مقدرات البلاد اكبر من النفوذ المتعارف عليه عبر زُج رجالاتها في الاستحكام على مفاصل السلطة ومصادرة القرار الوطني لبغداد.
لذلك ساقول ان الفرقاء السياسيين في العراق وبعد نضوب الزيت في إمكانية الموازنة العراقية التي كان لها السبب الكبير في تهدأت نفوس الساسة في سدة الحكم كبقرة حلوب ... سيلجأ الفرقاء لتصفية بعضهم الاخر لان لا توجد بارقة أمل لمصالحة وطنية حقيقية تنتج لغة التسامح والقبول بالاخر.
ويبدو ان حجر العثرة الاول الذي شخصته احزاب الاسلام السياسي الحاكمة من الوقوف في طريق سياستها المنشودة في التفكك المجتمعي هو الدكتور اياد علاوي ...
الوصية لك اخي الفاضل "أبا حمزة" كن يقظا ولا تسمح لهم ان يمررو سيناريو الشهيد الحريري لان اغتيالك لا سامح الله سيؤدي الى كارثة تحل على العراق والمنطقة لعقود قادمة.