هل ستنجح عملية التغيير في بلاد الرافدين ؟ام كانت متاخرة ؟


جمهورية العراق اصابها الكلل والتعب مصائبها كثيرة ومعقدة حاميها حراميها لا يرحم ولا يرأف بها ولا بسكانها الذين يتحملون جزءا من المسؤولية لأنهم هم الذين انتخبوا جلاديهم عندما كانوا تحت تأثير الشعارات الطائفية والعرقية والمناطقية ( في الصراحة راحة ) تشخيص المرض يشكل الخطوة الاولى لعلاج المريض في الطب المعاصر , قلت ان الجماهير تتحمل جزءا من المسؤولية وليست كلها لنرجع بعض السنوات من تاريخ العراق الى الوراء لنعرف اسبابها, في فترات الحصار الاقتصادي و بقرار جائر من قبل هيئة الامم المتحدة دام ثلاثة عشر عاما تم تجويع الشعب العراقي ومحاربة مبادئه وقيمه الاخلاقية , ارتفعت نسبة الجرائم في هذه الفترة التي بنى الديكتاتور قصوره الفارهة في هذه المرحلة الحرجة ترك التلاميذ والطلاب تحصيلهم الدراسي مارسوا مهنا مختلفة من اجل سد رمق العائلة سواق اجرة حمالين , باعوا ممتلكاتهم باعوا حتى اغراضهم التي تربطهم بها ذكريات جميلة لوحات فنية كتب مخطوطات حلي ذهب فضة باعوا حتى اسرة نومهم , تجرأوا على اخذ الرشاوى وكما قلت انهارت الكثير من القيم والتقاليد التي كنا نفتخر بها استلم المحتل بقايا اناس يأسوا من التحرر ولم يصدقوا بان هناك قوة تستطيع التغلب على الحكم الديكتاتوري انقسم الشعب الى مؤيد لقانون التحرير الامريكي والقسم ألأخر مناهض لاحتلال اجنبي جديد كبديل للاحتلال الداخلي العائلي الذي كان مدعوما لفترة غير قليلة من الامريكان ينفذ مـأربهم في حرب ضد الجارة ايران دامت ثمانية اعوام خسر الطرفان مليون شهيدا عدا الجرحى والمعوقين والاسرى . بعد الاحتلال عام 2003 جاءت قوى اشباه سياسية ولنقل سياسيوا الصدفة استلموا مقاليد حكم العراق بلا رحمة ولا شفقة رأوا ما لم يروه تسابقوا في اعمال النهب واللصوصية حتى وصلت سرقاتهم من السحت الحرام الى المليارات من الدولارات الامريكية ابتدأ وزير الكهرباء ايهم السامرائي بسرقة اربعة مليارات من الدولارات الامريكية وتم اخراجه من السجن بواسطة قوات امريكية وبجواز سفر دبلوماسي امريكي غادر العراق بطائرة عسكرية امريكية , كثر عدد اللصوص من وزير دفاع حكم عليه غيابيا بالسجن ثلاثة سنوات ثم وزير التجارة الذي سرق اموال الارامل واليتامى والفقراء من الحصة التموينية وتمت محاكمته والحكم ببراءته ومغادرته العراق الى بريطانيا بلد الديمقراطية , الاشخاص والمسؤولين الكبار اعدادهم كثيرة والشعب العراقي والمتابعين يعرفونهم واحدا بعد ألأخر .انتهت الجهود المضنية في عملية الانتخابات البرلمانية الاخيرة وتوزيع سندات فضائية لتمليك اراضي وخاصة في المناطق العشوائية ولم ينفع الصراخ العالي (ما ننطيها ) وفشلت عملية المطالبة بالولاية الثالثة , واستلم د حيدر العبادي دفة القيادة ابتداء بخطوات مباركة اولها التنازل عن الجنسية البريطانية ----احتراما للدستور الذي يمنع استلام سلطة كبيرة لشخص يحمل جنسية بلد أخر ----- تم في الاشهر الاولى اكتشاف خمسين الف فضائي في وزارة الدفاع اعقبها خمسة وسبعين الف فضائي في الداخلية .استلم العبادي حكومة بخزينة فارغة بالاضافة الى ما يزيد على المليونين نازح تركوا بيوتهم ليعيشوا حياة الفقر والذل للاسف لكنه واقع النازحين الذين نجوا بارواحهم لتطالبهم ادارة المخيمات بالاوراق الثبوتية وكل الدلائل تشير الى عمليات سطو تخلو من الضمير الانساني على مخصصات النازحين ليتمكنوا من الاستمرار في الحياة والمعيشة , فقد الكثير منهم اطفالهم والمسنين منهم لعدم تمكنهم من مقاومة البرد والجوع وحتى العطش . الحرب قائمة على اشدها ضد التكفيريين هناك من له مصلحة في تأجيج الخلافات بين المركز والاقليم , وزراء الحكومة يهددون بالاستقالة اذا لم تنفذ مطاليبهم المتفق عليها في مرحلة زمنية , اعلان فشل مشاريع اقتصادية وزارة الصناعة مثلا ,مئات العاملين يتظاهرون مطالبين برواتبهم التي انقطعت منذ خمسة اشهر , عمال القطعة في ذي قار والنجف يتظاهرون ايضا مطالبين بدفع رواتبهم وتثبيتهم على الملاك الدائم , اشاعات قوية يطلقها السيد حاكم الزاملي رئيس اللجنة الامنية في البرلمان مفادها طائرات التحالف تمون الدواعش المجرمين بالعتاد والسلاح بواسطة الباراشوت في مطار تلعفر والموصل والصحراء الغربية والفلوجة , اوباما يطالب الكونكرس الامريكي بالسماح للدخول في حرب برية ضد الدواعش , الحكومة العراقية على لسان القائد العام للقوات المسلحة ووزير دفاعه يؤكدون على عدم سماحهم باشتراك قوات التحالف في القتال في البر , المفخخات تستمر في اغلب المحافظات العراقية وخاصة في العاصمة بغداد عصابات السلب والنهب تقوم على قدم وساق باعمالها الاجرامية والتي تطالب السكان بتقديم الفدية , مقابل كل هذا وذاك نرى القوات ألأمنية تلقي القبض على عصابات مافيوية وخاصة في بغداد الصراع على اوجه وبوادر الخير على الابواب الجيش يحارب بمهنية عالية وقوات الحشد الشعبي تستبسل في مساندة القوات المسلحة في رد عصابات الداعشية في عمليات كر وفر وتبديل عمليات الدفاع بعمليات هجوم , الحكومة لا زالت تتردد في تسليح عشائر الانبار التي تدافع منذ يومين عن البغدادية وقاعدة عين الاسد . طريق النصر الاكيد والوحيد هو التقليل من اهمية الميليشيات الطائفية التي اصبحت اقوى من الجيش باسرع وقت وكلما زاد في عمر الميليشلت تعطلت الاصلاحات ودارت عجلة التقدم ببطء ان الميليشيات هي الدعامة الاولى لاستمرار مرحلة قضينا على ظواهرها وبقي باطنها السرطاني الذي يهدد بفشل كل الجهود وتضحيات الذين فدوا الوطن بروحهم في سبيل الخلاص لبناء الوطن الحر الديمقراطي المدني وبناء دولة المواطنة الحقيقية