أخو الوزير وزيرا ... وزارة الداخلية أنموذجاً..!

يعيش العراق منذ عام 2003 محنة وظاهرة ادارية محبطة لكل آمال التغير والتطور وأحلام الديمقراطية ، وهذه الظاهرة هي أصل ما نبتلي فيه من فساد وأمية إدارية وعدم احترام المنصب وقيمته عندما يكون القيم عليه أميا وغير مختص بما يوكل اليه ، وهذه الظاهرة معروفة لدى المراقبين والمحللين والمواطن بظاهرة ( الوزير وأقاربه ) ، فأنك لو جردت مكتب أي وزير ابتداءً من مدير المكتب وحتى سائق سيارته وحمايته فسوف تجد اغلبهم من الاقارب والعشيرة وكأنهم يجيئون الى الوزارة وهم يحملون على اكتافهم هذا الشعار ( الأقربون أولى بالمعروف ) وقد طبق هذا الشعار في مجال النهب والسرقة والسحت والفساد وزير التجارة السابق والمنتمي الى حزب الدعوة ــ تنظيم العراق حين جعل اخوته وسطاء صفقات وزارته واليوم هم اصحاب وكالات وعقارات وشركات تجارية في المغرب وهذا ما ذكره حرفيا السيد اياد علاوي في واحد من المقابلات التلفازية.
لم يستطع أي رئيس وزراء منذ عهد بريمر والى حكومة العبادي أن يقضي على هذه الظاهرة ( السحتية ) .
واليوم بدأ لدى الوزراء الوطنيون توجها جديدا هو جعل اخوانهم مدراء مكاتبهم ، مهما كانت درجتهم الوظيفية حتى لو كانوا موظفي خدمه أو مفوضي شرطة أو معاوني ملاحظ .
هؤلاء هم جزء من سرطاناتنا التي تصيب الجسد العراقي بالوهم وتجعل الرتب والمناصب تنحي لهم وتؤدي التحية والاحترام لمجرد أنهم اخوة الوزير أو اقاربه وتلك الظاهرة المقيتة لا توجد في اي تسلسل اداري في حكومات العالم عدا الحكومة العراقية. 
وقبل ايام كنت في جمعة المتنبي وفي قهوة الشاهبندر أسأل احد البرلمانيين السابقين عن سبب هذه الظاهرة المريضة ؟
أجابني : أن السبب هو أن الوزير لا يثق بأحد يؤمن له مما يفعله ويعقده ويحصل عليه من صفقات له ولكتلته.
قلت :وماذا يفعل رئيس الوزراء في هذه الحالة .؟
قال :لأن الحكم محاصصة وكُتل وصفقات فأنه لاحول له ولا قوة حتى لو شاهد بعينيه ولمس بيديه.
عندها قرأت على العراق السلام ، وقلت : خطر اخو الوزير مثل خطر داعش ، فداعش تؤذينا برصاصة الارهاب والتكفير والتخلف ، واخو الوزير يؤذينا بسرقة مالنا العام وبتطبيق الشعار المتخلف ( الرجل الغير مناسب في المكان المناسب ).
وبودي هنا وتطبيق لما تحدثت في اعلاه أن أضع وزارة الداخلية العراقية أنموذجا ، حيث يعمل اخو الوزير الجديد ( الغبان ) مديرا لمكتبه ، وهو لا يمتلك المؤهل والاستحقاق والشاهدة ليكون قيما على ادارة مكتب واحدة من اهم واخطر الوزارات التي تهم امننا الداخلي.
اظن ان اسم مدير المكتب ( أبو ياسر ). 
وأبو ياسر هو ملك المكان وبالرغم من انه من دون رتبه لكن فروض الطاعة تقدم امامه من قبل ضباط الداخلية من رتبة ملازم حتى رتبة فريق ، الكل ينادونه بكلمة سيدي ،لأن رهبة نظرة عينيه تشعرهم أنه مادام اخو الوزير فأنه الوزير نفسه ، وهذا ما ذكرني بمعتقد ايام الجيش أن رئيس عرفاء الوحدة يقف خلف المذنب الذي يقدم أمام آمر الوحدة لمعاقبته ، وهو من يؤشر للآمر بأصابعه على عدد ايام الحبس فيأخذ الأمر بإشارته.
كلمني واحد من هم برتبة عميد في ديوان الوزارة :انه يشعر بغصة والم وهو الذي قضى قرابة 40 عاما في خدمة المسلك ان يؤدي التحية كل لصباح لرجل ليس له علاقة بالرتب والمنصب ، مما اضطره ليقدم طلبا على التقاعد وغيره سيفعل الكثير.
أعتقد أن أخو الوزير بتدخله واشرافه على كل الصفقات وبحثه عن صفقات الوكيل السابق للوزارة وتصويرها ، ومما يسببه من احباط لدى الرتب العالية للوزارة من انها مجبورة لتؤدي التحية له والاحترام وتمنحه هيبة لا يستحقها تشكل ظاهرة غير حضارية وتبعدنا عن روح القسم الوطني الذي يؤديه الوزير في حرم البرلمان.
أخو الوزير وزيرا ....
وربما بعد ان ينفض عقد الوزارة العبادية ،لن يحتاج أخ الوزير ( ابو حسن ) منصبه ، فسوف يرحل عن العراق ويغرد في تويتر مثل اخوان وزير التجارة وهو ينفث دخان النارجيلة في مكتبه بواحدة من شركاته في دبي.!
( وجيب ليل وأخ عتابه ..يا عراق )