من لم يحاسبه ضميره فلا رقيب عليه


ان الضمير : هو الرقيب الذي من المفترض ان يحاسب المرء على ردود افعاله 
على ما يدور حوله من احداث تهم عائلته ومجتمعه وكل ما يهمه امرهم
ويعرف الضمير بانه : ما تضمره في نفسك ويصعب الوقوف عليه .واستعداد
نفسي لادراك الخبيث والطيب من الاعمال والاقوال والافعال والافكار والتفرقة بينها , واستحسان الحسن واستقباح القبيح .والضمير لغة مشتقة من الفعل اضمر . واضمر معناها اخفى في سره امرا لا يطلع عليه غيره . وقيل الضمير ما وقر في نفسك ولا يستطيع غيرك معرفته . فالضمير شيء مخفي داخل النفس , ومهمته التفريق بين الحق والباطل وبين الصواب والخطأ . وهو شعور انساني باطني يجعل المرء رقيبا على سلوكه , ولديه الاستعداد النفسي ليميز الخبيث من الطيب . 
لقد عانت المجتمعات المسلمة في هذا العصر من غياب الضمير الواعي
ذالكم الضمير الذي عودهم في غابر الازمان انه اذا صرح احدا منهم في المشرق سمعه من بالمغرب , واذا استغاث من بالشمال لامست استغاثته اسماع من بالجنوب . بيد ان الدهشة كل الدهشة ما اصاب الامة في هذا العصرحيث يصرخ من هو بجانبك ويئن فلا يسمع , ويشير بيديه الغوث الغوث , فلا يرى [ فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب ]
ان ما يدور على الساحة العربية اليوم , من احداث دموية اكلت الاخضر واليابس , وتعدت الخطوت الحمر والصفر , لهو شيء محزن يدعونا الى العودة الى ما كانوا عليه اجدادنا , من تلاحم وتازر فيما بينهم .. وكانت
ضمائرهم تدعوهم الى التضحية من اجل ان تظل الامة العربية شامخة , وان لا تذل اجيالها , ولا تهان تربتها . ان ضميرهم كان حيا , ووجدانهم كان حيا وكانوا اخوة في الارض والمصير . وعندما سمعوا بحرب فلسطين .. تناخوا من جميع الدول العربية , وسارت الفيالق الى حيث الحتوف من اجل الواجب المقدس , وتلاحمت سواعدهم , وانطلقت بنادقهم ضد الغاصب المعتدي , واختلطت دمائهم الزكية , وتدافعوا لنيل الشهادة وتسابقوا على احقيتها , وقبورهم تشهد على بطولتهم .. ابطال من الشام والعراق والسعودية ولبنان واليمن ومصر وباقي الدول العربية التي اصبحت تفخر بفرسانها الذين نالوا الشهادة من اجل ارض المقدس الشريفة .