هناك فرق بين الوسطية والاعتدال، فالفرق كبير بين الحق والباطل، لو نظرنا إلى أي موقف كان سلبا أو إيجابا، واتخذنا منه الوسطية، وهو أساسا باطل، فمن الطبيعي نحن نشجع على الباطل، لكن لو اتخذنا من الاعتدال بالمواقف منهج، حتما سنقنع الأخرين بموقفنا، الذي يمثل منطق الحق، أذن هو مبدأ، وهذا يعني ما هو لك وما هو عليك، وتجعله في ميزان الاعتدال، وهذا يعطيك صفة الانصاف بحقك، فمن المؤكد تنصف شركائك. عشر سنوات والعراق يعاني، والعملية السياسية غير مستقرة، وهذا يدفعنا للتساؤل، من هو الذي يريد أن يبني دولة؟ ومن يبحث عن السلطة؟ وأين ساستنا من تشريع القوانين؟ التي تنظم عمل الدولة، وتعطي الشرعية لتنفيذ القوانين بشكل كامل، فالقانون اليوم مفقود في البلد، وهناك من يخوض معارك ضد الارهاب، بدون قانون ينظم هذا العمل، وينصف حقوقهم، فضلا عن ملفات الفساد التي تدعم الارهاب، لذا يجب العمل لتطوير عمل الدولة، خدمة للصالح العام. العدالة أساس الملك، فمن يعطي حق الأخرين، ليس تنازلا، بل هو موقف شجاع، وهي خطوة لمواجهة كل المخططات، اليوم على المكونات أن يثقوا ببعضهم، ويشتركوا بالقرار، وبهذا يصبح الشركاء أخوة، وتتغير المعادلة، من أجرم نجتمع عليه جميعا ونجرمه، ومن يقدم للبلد يأخذ استحقاقه، منهجية العدالة والاعتدال، وزرع روح المحبة بين الجميع مبدأ أساسي، للنهوض بالمجتمع، ولكي نصل إلى حلول معتدلة ترضي الجميع، ولا يظلم أي طرف، والتعايش السلمي الهدف الحقيقي. لا بد للحكومة أن تأخذ على عاتقها، حفظ الأرض والشعب، وتطمين كل الطوائف والقوميات، وحماية مصالحهم، والنهوض بواقع الدولة، وبناء دولة الجميع ليتنعموا بها، وبهذا العمل نصل إلى إنقاذ البلد من الخطر الخارجي، والمتمثل بداعش، والاجندات التي تقف من ورائه، لا سبيل سوى التفاهم وحلحلة القضايا العالقة بيننا، ونعمل وفق مبدأ الشراكة الحقيقة، وهذا يتطلب جهدا كبيرا للوصول إلى نقطة الالتقاء، في الختام؛ أما نعيش جميعا أقوياء، أو نقتل مهزومين
|