في الحق شفاء الصدور؛ فهل نحن مدركوه؟ |
إستُشهِدَ أخي رَحِمَهُ الباري، على يَد ثُلةُ جبناء، ولو كانوا شجعاناً لواجهوه وجهاً لوجهْ، وهذا يدُل على فزعِهم مِنهُ، لأنهم والظاهر! كان يُرعِبُهُم حتى في مَنامِهم، عِلماً أنه كان كاسباً على بابُ الرزاق، ولَمْ ينتمي لأيّ دائرةٍ، سِوى مَحلٍ بسيطٍ، وشريكٌ بالعملِ، وَلَمْ يَكُنْ صاحبُ المَحَلْ . مِنَ المَعروف أن الشُجاع يَأتيكَ علانيةً، وفي وَضَحِ النهار ويأخذ حَقَهُ من عندك، إذا كان صاحب حق، لكن الجبناء آثروا إلاّ أنْ يقتلوه غِيلة، وبأعداد تَفوقُ عَدَدَ الأصابِع، وبَعدَ أنْ قَتَلوه ومَنْ معهُ، بدأو بالإستشفاء منهُ، بسحلهِ وضربه بأقدامهم، والصعود بأرجلهم على جثته نكالاً به . هنا بدأت مأساتي التي أعيشها منذ يوم إستشهاده ليومنا هذا، فكان أول الغيث فارقني النوم ليلاً، وأكتفي بساعة واحدة لأعيش الحزن الأبدي، الذي لا يفارقني لحظة واحدة، وكأن الباري ربطني بحبل يستحيل الخلاص منه، وما أن مر على الحادثة تسعة أيام، بدأ القتلة بحربهم المعلنة خشية معرفتي بالأمر، لأنهم يعرفونني بأني حازم بالأمور المصيرية، دفعوا رشوة لأحد الضباط النقيب اسمه (ع ح )ليزجني بالسجن من دون تهمة، ويربطني بالإرهاب والزويرعلّه يجبروني على إعتراف يفيد أُؤلائك لإشغالي عن الجريمة التي فعلوها، وبعد خرجي من التوقيف الذي لم أعرف التهمة لحد الآن، رغم شكواي في نفس المحكمة التي خذلتني، لأن أحد الأشخاص المتورطين، كان أخوه قاضياً في المحكمة نفسها، وما أن إكتملت عندي الخيوط الرئيسية، قدمت شكوى ضدهم وإستبشرت خيراً، عندما أصدرت المحكمة الموقرة المختصة بالإرهاب مذكرة القبض، لكن التحقيقات كانت مخيبة للآمال الذي عشتهُ للحظات . بعد دوران وخسائر من الأموال جراء المراجعات المستمرة، والبقاء تحت الشمس الخارقة في رمضان، خيبت المحكمة ضني أيضاً بإطلاق سراح المجرمين، والعجب أن القاضي لم يستدعيني للمثول أمامهُ، كوني مدعيا بالحق الشخصي . بعد إنجلاء الغبرة، وقفت لحظة تأمل بيني وبين نفسي، لماذا وكيف ومتى، كلها كانت أمامي، فكانت النتيجة الصادمة، أن المحققين والمحامين وحتى القضاة كانوا مجرد ممثلين، يضحكون علينا بتطبيق العدالة الغير موجودة، سوى المعلقة على الجدران والمطبوعة على الورق، فكنت أنا وجميع من لديه ضحية مجنى عليها، لم نكن سوى أننا فقراء، والمجرمون هم من يمتلك الأموال، وهي التي تعمل! ونحن ليس علينا سوى القبول والا ! |