من يقنع السادة المسؤولين وحماياتهم وأبنائهم وأقربائهم واعضاء مكاتبهم الشخصية وحتى (حدقجية) بساتينهم أن زمن البعث والزيتوني ولى وأنتهـى , وأنهم جاءوا في مرحلة يجب عليهم أن يثبتوا فيها للعالم أجمع أنهم كانوا على حق حينما عارضوا نظام البعث اللعين وما فيه من ظلم وجور وطغيان , لا ان يبينوا للعالم بأنهم كانوا وقتها طلاب سلطة قد تضاربت مصالحهم مع صدام وزبانيته لا دعاة حق ولا أهل وطن ولا أهل مظلومية , من يقنعهم بأن مؤسسات الدول الحديثة قد بنيت على أساسيات محترمة و أتكيت سياسي منضم , يتركز على أحترام حقوق الأنسان ومكافحة الفساد والرشى والمحسوبية , وأنهم يجب أن يتعلموها عنوة لكي لا ينكشف زيفهم ثم من يقنعهم بأن لحماياتهم الحق بأطلاق النار والمدافع والصواريخ على كل من يتجرأ على رفع سلاحه الناري لمحاولة أغتيال المسؤول الذي يحمونه , اكرر لرد محاولة الأغتيال فقط مع سبق الأصرار والترصد , من يقنعهم أنهم يجب أن يكونوا خداماً للشعب حتى لو أشبعهم سباباً وشتائماً وحتى ضرباً بالأحذية , من ذا الذي يتجرأ أن يقول لهم اليوم بأنهم كانوا يحلمون بأن يكونوا من الأدوات القمعية للنظام البعثي الهمجي و تكارتة من النوع الأول لو سنحت لهم الفرص , ولكن كان هناك من ينافسهم على الفوز بهذه المناصب والمكاسب والأمتيازات فأختاروا أن يهربوا أو يدعو المعارضة , من ومن و من والتساؤلات كثيرة , فها هي أيامنا السابقة كلها تشهد أنتهاكات خطيرة وصارخة لكل ما تحمله الأنسانية من معنى في بلد أنهك تماماً وسالت فيه الدماء حتى الركب , فكيف يمكن لعاقل أن يصدق بأن حمايات السيد وزير حقوق الانسان المحترم الراعي الاول في البلاد لحقوق الأنسان قد تعتدي على مجموعة من ضباط المرور الذين من واجبهم ان يطبقوا قانون السير على رئيس الوزراء نفسه حرصاً على أمنه وسلامته وحرصاً على شرف المهنة و تنفيذاً للقانون الدولي للسير والمكفول بقوانين حقوق الأنسان لمجرد أنهم اوقفوا عجلات مركب السيد الوزير المحترم وحماياته الميامين لغرض تنفيذ القانون لا أكثر , ومن يصدق بأن يعتدي حمايات أحد المسؤولين الكبار في الدولة على مجموعة من الاعلاميين في ساعات عملهم ويشبعونهم ضرباً وشتماً و أهانة بسبب أو من دون سبب , وأنتهاكات متعددة على الناس في الشوارع وفي الدوائر وحتى أن هؤلاء المسؤولين قد تجرأوا يوماً على وصف الشعب بأبشع الاوصاف أمام شاشات التلفزة ووسائل الأعلام , وأن أقاربهم وسماسرتهم وحماياتهم قد بلغ بهم الأستهتار لدرجة التحكم بدوائر معينة و بوزارات كاملة نتيجة الجهل وسوء التصرف و لعدم الخوف من المساءلة والمحاسبة نتيجة لكون كل الوزارات والمناصب قد جاءت نتيجة للتقسيمات الطائفية في تشكيل مفاصل الدولة , لذا فأن من يرى هذا كله ويتأكد منه يعلم بأننا مازلنا محكومين من قبل مجموعة استورثت جينات البعثيين وتتلمذت عقولهم وقلوبهم تحت أمرة النظام البعثي المستبد الذي يجعل من كرسي الحاكم ألهاً ليعبد و يصب النار والغضب على كلُ من يفكر أن يتسائل ماذا قدم المسؤول من خلال منصبه ولماذا هو من دون غيره , ومجرد الأختلاف أن هناك أكثر من صدام في بلادنا وأكثر من امبراطورية للبعث لها من يحميها و يعبدها بمختلف السبل والوسائل في سبيل رضى المعبود و الحفاظ على المكتسبات , ولكنهم نسوا أو تناسوا تلك الايام السوداء التي مرت بصدام وزبانيته وبأن الحقوق قد عادت لاصحابها ولو بعد حين , وأن تلك الأيام قد تمر عليهم حـتماً مهما دار الزمان ومهما تمادوا في طغيانهم , و سيندمون شر ندم حين يقول الشعب كلمته , هي دعوة صادقة لجميع من يمسكوا بزمام السلطة في عراقنا الحبيب , بأن يحاولوا أن يتخلصوا من الموروثات القديمة وأن يتعلموا ويدرسوا ويقرئوا فنون السياسة ومبادئها كي يكونوا على قدر المسؤولية الحقيقية أمام الله أولاً وأمام شعبهم وأمام المجتمع الدولي الذي يسجل لهم وما عليهم ليستخدمها ضدهم يوماً , فنحن نعيش في زمن شرطي العالم الذي جاء بهم وسوف يجيء بغيرهم مع انتفاء حاجتهم أليه ولا يبقى شيئاً سوى رضا الله والناس والمجتمع الذي ولدوا فيه وصعدوا فيه وسيرجعون اليه حتماً ,
|