قسماً بالصدر
المفكر الإسلامي الشيخ عباس الزيدي
قسماً بقتيـــــــلٍ لم يُقْتَـــــلْ * * * ودِمــــاهُ شــــهودٌ لا تأفـــــــلْ قسماً بالكوفـــةِ إِذْ صَـــلَّى * * * وبصـــوتِ الحــــقِّ إذا زلــزلْ بالكفــنِ الناصـــعِ لا يَبلــى * * * هـــاكَ علـــيٌ كَـــرَّ وأقبـــلْ بَشِّـــرْ ناصـــرَهُ بالحُسـنى * * * وكـــذا خاذِلَــــهُ بالمَقْتَــــــلْ ذؤبـانُ قريــشٍ قــد عــادتْ * * * كفـــرتْ بالوحـــي وما أَنــزَلْ شَـنُّوها بالحِقْــــدِ حــــروباً * * * مَكْــــــراً وفنـــــاءً لم تَغْفَـــلْ لكــنّ اللَّهَ لهـــمْ رَصَــــــــدٌ * * * أمْلـــى لَهُمُ فَهُـــمُ الأنكَـــلْ قام الصـــدرُ وصلَّـى فرضــاً * * * للهِ رضــــــاً ولنــــا أَكْمَــــــلْ في وحـــي الآيـــات بيـــانٌ * * * مهما أفتـــى الحِقْــــدُ وأوَّلْ قالــــوا فِتَـــنٌ ما صـــــليتمْ * * * ظُلْمٌ في الدينِ قد استفحلْ ماطعنوا في الصــدرِ الثاني * * * إلا طعنــــوا الصــــــدرَ الأولْ مِنْ قَبْلُ عليـــاً قــد ذبحــوا * * * بالإفْـــكِ الباطــلِ والفيصـــلْ وتـــلاهُ السّـــبطُ خليفتُــــهُ * * * خذلتـــهُ الدنيــــــا وتحمّـــلْ وحسـينٌ مِنْ بعــدُ فنــادى * * * بالذُلِّ حيـــــــاةً لَنْ أقبــــــلْ ما للأحــــــــرارِ وللدنيـــــــا * * * نالتْ مِنْهُـــمْ او لم تفعـــــلْ كالطـــودِ رؤوســــُهُمُ تعلــو * * * وملـــوكُ الدنيـــا للأســــفلْ الصــــدرُ عزيــــزٌ لا يَرضــى * * * بالذُلِّ حيــــــاةً تُسْــــــتَبْدَلْ الصــــدرُ سـيوفٌ ما غُمدتْ * * * مُذْ صَلَّــى بالكوفـــةِ فاْسألْ الصــــدر علـــومٌ ما خَمَـدَتْ * * * أنســـى مَنْ كان وَمَنْ أقْبَلْ الصــــدرُ جـــــوادٌ وحليــــمٌ * * * ليثٌ في الميـــدانِ وأهـــولْ الصــــدرُ حسينٌ إِذْ ضحّـى * * * بالأكبــــــــرِ فيها ومؤمــــــلْ ومشى للمـوتِ إذ التَحَمَتْ * * * ما هابَ الغــــدرَ وما سَـــوَّلْ مِثْلَ أبيــهِ الســبطِ وحيــداً * * * في أرضِ الطــفِّ إِذ استقتلْ لم يَخَـفِ الأعــداءَ وخافـــوا * * * ما غَيْرَ عصـــاً يـــدُهُ تَحْمِـــلْ هابــــوا أن يأتـــوهُ نهـــــاراً * * * فالليــــل ســــــتار للأنـــذلْ يرتعـــدونَ وَهُـــمْ أعـــــدادٌ * * * إذ كَمُنُــوا للسَـــبُعِ الاعـــزلْ ومضــى يدري أن ســـيوفاً * * * في دربِ الموتِ قَدْ استقبـلْ في عينِ اللَّهِ قضى جسداً * * * في جنـــاتِ الخُلْـدِ وأفضـــلْ وبَقــى روحــاً فكـــراً وحيــاً * * * لِهُــــدانا وعيــــــاً يتكفَّــــــلْ
|