قصة إنسانية للكاتبة السورية لمى محمد |
إذا ( خفق) جناح فراشة هاهناك إذا ( خفق) جناحها فقلبها أقول للفراشة: لا ترحلي.. ظلي هنا و أحاول مسه جمالها الملون و أطلب السماح لن يعبر المسيح هذه البلاد
مازالت قبلته الأولى على زجاج السيارة، ترسم شفتيه ببخار الماء، نظرت إليه يبتعد و تابعت طريقي، و في الحلم تقصر المسافات، كان " علي" على جميع الطرقات، و عندما وصلت المنزل كان في المنزل أيضاً، و كان معه طفل جميل، يشبه أمي.. اقترب وهمس في أذني: أشبه (تاتا). كان حلمي يرقص بقبلة أولى، و عائلة، بحب و أمومة، حتى استيقظت على عنوستي، و وحدتي المصاحبين لصوت ( هاتفي) يرن باسم " كمال" حبي المزيف لأسباب سياسية! أتراني أحببتك أيها السوري؟! و أنا أعلم أن قلبي كأبواب الشام العتيقة.. مفتوح دوما للحب. فيما هو يخطر في بالي، فتحت الهاتف( الجوال) حتى أصدفه على ( الفيسبوك)، ثم عدت و أغلقته فورا، أنا حريصة على ألا أحقق أحد صفات إدمان (الانترنت).. لن أفتح ( الفيسبوك) حال استيقاظي من النوم، تناولت ( العكازة) التي قلما يستخدمها عنادي، ثم نهضت، غسلت وجهي، و ذوبت ملعقة ( النسكافيه) في فنجان الحليب الساخن.. مع صوت فيروز بدأت رحلتي في العالم عبر هذه الكرة السحرية التي تسمى ( انترنت).. أبدأ في ( اليوتيوب)، و انتهي في ( الفيسبوك)... (-انتبه يضعون على صفحتك في (الفيسبوك )مواقع إباحية.. يا لطيف كيف تظهر أخلاقكم في زمن العولمة على حقيقتها! أوف ثم أوف من غباء البشر، أين هو هذا " السوري" الجميل كي يعلق على ما كتبته ساخرا كالعادة؟! (شكرًا يا صديقي خطر لي أن أضع له ( لايك)، ثم تذكرت قواعد بيته:( لا تضع لايك رفع العتب، إذا أعجبك الكلام اكتب تعليقا). لم تكن " أليس" لوحدها، هي المتأخرة عن موعدها في مقهى "الهافانا" نصف ساعة، رأتها " عبير" تدخل ضاحكة، مع صبية جميلة ( صلعاء).. -أعرفك " عبير" .. "سناء".. - تشرفنا.. أنا" عبير" كنت أحلى ( بس دبت من الانتظار).. ابتسمت " سناء": - كوخ العم توم. - الرواية التي تسببت في الحرب الأهلية الأمريكية !؟ - هي في نظري الرواية التي أنقذت أبرياء أمريكا... - و لماذا تذكرتها في هذا الوقت بالذات؟! ردت " عبير" همسا: لأننا سنحتاجها، ثم تابعت بصوت عالي: - ذات الصدفة التي قادتني إليك، " أليس" لا تكف عن الحديث عنك، ( محسوبتك) " سناء" البارحة خرجت من المعتقل، كنت معتقلة بتهمة (الحرية).. -اسمعي " عبير" نحن سنشكل تجمعا نسائيا من جميع الطوائف، اسمه ( لنتصلعن)، نريد تغيير المشهد في البلاد، نريد القضاء على الاستبداد الديني و السياسي، أنا حلقت شعري يوما لأنني لا أريد أن أتحجب.. اعتبرها حرية شخصية و قناعة ليست عندي الآن.. لم أكن ضد الحجاب كفكرة، كنت ضد فرضه علي بالقوة، أي أني ( تصلعنت) في وجه الاستبداد الديني، اليوم علينا جميعا أن( نتصلعن ) في وجه الاستبداد السياسي. كانت " عبير" تستمع بقلبها، و تنظر بعقلها إلى ما تقوله تلك الحلبية..ضحكت ثم قالت: - لا أبدا، لنتصلعن عقليا، لنرفع حجاب العقل، و نتقبل الآخر.. لنحب بعضنا فوطننا جريح، و كلنا مسؤول عنه، الجبناء في الخارج يطلبون سلاحا لحرق الوطن، و الأغبياء يطلبون غريبا لسرقة الوطن.. و جميعهم في نعيم، أطفالهم في أحضانهم و يقدمون أطفال غيرهم قرابين.. نقابهم ( العقلي) سيغطي البلد لعقود قادمة.. نحن (سنتصلعن) هنا في قلب البلد و سنخيف ب ( صلعتنا) كل الجبناء و العملاء، و كل الذكور (اللارجال). - (لنتصلعن )إذا أيتها الصديقات... و ردت " أليس": ثلاث نساء ( يتصلعن).. يكشفن عن عقولهن في زمن ( النقاب) العقلي، عندها فقط بدأت الحكاية… |