-
للشهادة في اللغة عدة معان ومايقدمه الشهيد من بذل الغالي والنفيس ليزملُ بالراية اثناء الاستشهاد تجعله في اعلى مراتب الجنان وهي انقى واقرب السبل للولوج الى جنان الخلد حتى وصفهم الله في محكم كتابه (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )وليس كل من تمنى وطلب الشهادة استجيب له من قبل الباري عز وجل , بل هي انتقاء واختيار من الله الى احبائه واصفيائه الخلص, فالجهاد والأستشهاد في سبيل الله هي من اعظم الركائز الأساسية التي يبنى عليها تحقيق النصر في المعارك ضد العدو وأن طالت الايام وبلغت شدة ذروة القتال , والتاريخ سجل لاعمال الناس في الماضي ويروي لنا من المآثر الخالدة لشهداء أججت دمائهم ديمومة الاستمرار بالمعارك واعطت زخما لتتسابق كل الفصائل المسلحة الاسلامية من اجل الجهاد واختصار الزمن في تحقيق النصر والثبات في سوح المعارك حتى يتم حسم المعركة , فان الجهاد( باب من أبواب الجنة , فتحه الله لخاصة أوليائه إلى إن قال .... هو لباس التقوى ) , وعن أبي بصير قال ( قلت لأبي عبد الله الحسين عليه السلام : أي الجهاد أفضل ؟ فقال: من عقر جوداه واهريق دمه في سبيل الله , وما يهمنا في الامر وتحت عنوان المقاومة الاسلامية وأتساع مظلتها لتشمل على الكثير من التشكيلات التي أريقت فيها نزيف من الدم وروت بها تربة النجف الاشرف من شهداء العقيدة وخصوصا من كتائب سيد الشهداء التي ابهرت الوجود الانساني بوفاء واخلاص رجالها وهم يتسابقون لنيل الشهادة أيمانا والتزاما منهم بعمق وعدالة القضية التي امنوا بها وسخروا كل ارواحهم من اجلها, قضية الدفاع عن الاسلام والحفاظ على المقدسات وان تبقى راية الامام الحسين منارا عاليا , وواحد من هولاء الابطال الشهيد ابو سيف الغراوي الرجل المؤمن ذو الاخلاق العالية ابي النفس حينما تنظر اليه تنشرح الصدور وتتفتح القلوب كريم يداه بيضاء كثير الدعاء والتضرع لله الذي كان يشغل المسؤول العسكري للكتائب في سامراء, وهو يواجه اشرس وحوش الارض وقد اندفع بعنفوان التحدي حتى استطاع ان يقتل الكثير من جرذان داعش فقد كان القائد والاخ والرجل المؤمن تراه دائما في مقدمة مقاتليه وهو لايبخل عن توفير كل مستلزمات النجاح في المعركة ضمن الامكانيات المتاحة فلم يكن الا مقاتلا حمل الامانة ولبى نداء المرجعية وتصدى لاعداء الدين والمذهب واستقبل رصاص الاعداء بقلب مفعم بالايمان بعد ان طرز معنى التفاني والشجاعة حتى سقط في ساحة الوغى معلنا لبيك ياحسين كلمة زلزلت مضاجع داعش ودكت اوكارهم في كل مكان وزمان وكتب اسمه في صفحات مشرقة في سفر التاريخ بماء الذهب بعد ان لون صفحات المكتبة الاسلامية ببطولاته وشجاعته الفذة , هولاء رجال تطابقت سيرتهم مع ما ذكره الله في محكم كتابه الشريف من الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً, ولايختلف الامر حينما نذكر شهيدا اخر في السيرة وماحملته الذاكرة لموقف التصدي والشجاعة والرفعة عن ماقام به الشهيد الكابتن حسين الذي واجه القتال بكل مايملكه من صبر وتحدي فلا يوجد في سيرة حياته الا النزاهة والطيب وما عرف عنه بين اوساط محبيه بالشجاعة لايبالي للموت وكان يتمنى ان ينال الشهادة في سوح الوغى ضد تنظيم داعش التكفيري , هولاء رجال رفعوا رايات الامام الحسين عليه السلام في ميادين القتال بقلوب شديدة وبصولات دقت كهوف كل الحركات التكفيرية العفنة, مستلهمين معاني القوة والعزيمة والنصر من دروس واقعة الطف التي أضاءة صداها بالعزم والتحدي لعشاق الامام الحسين , هكذا ترفد كتائب سيد الشهداء كل يوم بالمجاهدين ورجال العز ولن تتهاون وتتنازل لحظة في نصرة الحق والعدل ولن تتردد قيد شعره من قتال الظلمة الذين عاثوا في الارض فسادا , تاريخهم مشرُف وحركتهم عطاء لاينضب ولهم صولات دكت صروح الصداميين لعقد من الزمن , فهنيئا لكل مقاتل حمل اسم سيد الشهداء والى كل من رابط في ساحات القتال وماحققته رجال المقاومة من كتائب سيد الشهداء وجميع الفصائل الاسلامية الاخرى من انتصارات جاء ببركة الامام الحسين عليه السلام الذي وهج لهم طريق الحرية والشجاعة والانتصار على الباطل.
|