العرب متخلفون لماذا ؟

يربط الكثير تخلف العرب اليوم وظهورهم كمجتمع استهلاكي بغير انتاج ، بالأسلام ويضعون بعض المبررات ويربطون ذلك ببعض المبادئ والمعتقدات الأسلامية .
ان دراسة سريعة لتاريخ العرب منذ ظهور الأسلام والى اليوم ،يظهر لنا ان افضل فترات عاشها العرب هي فترات الأسلام بما زق فيهم من روح جديدة وحماسة لانهائية،وقد شجعهم على طلب العلم والتفكر في ما حولهم من حياة ومخلوقات ولذا فأنهم سبقوا الأوربيين الى النهضة العلمية ،غيران تدهور الحال العربي بدأ بعد سقوط الدولة الأسلامية بما انتاب خلفاء بني العباس المتأخرين من ضعف وأنسياق الى اللهو ومصالح الدنيا وفسادها وتركهم مصالح الناس ،وقد تعرضت الدولة الأسلامية الى أكبر هجمة تدميرية على يد التتارسنة 1258م ،اطاحت بكل ما أمتلكوا من بنى تحتية وفككت الدولة القائمة وأشرت بدايات لفوضى ودخول في ظلمات الجهل والتخلف ،وكثر فيهم الخرافات والسطحية وترك العمل والعلم واصبح حرصهم على الدنيا أكثر منه على الآخرة مما أفقدهم الأثنيين ، والتي أمتدت اثارها الى عصورنا الحالية .
الغرب له دور أيضا ً :
الغرب الذي يمثل القوى الطاغية على الساحة العالمية عمل على ابقاء العرب متخلفين وتابعين له وإلا ّ فالويل والثبور وانواع الدسائس والفتن وأشكال جديدة من الأرهاب الذي وصل الى مستوى ان تحتل فيه عصابات مستولدة ومعدة اعدادا ً خاصا ً دول كبيرة مثل ليبيا وسوريا والعراق ومن يدري لاتزال القائمة مفتوحة ، فالمهم ان مخططاته في المنطقة تنفذ ولايهم كم من الأرواح تزهق ،ويتضح هذا مما فعلوه في دول العرب المهمة ، ان عصر السيطرة الغربية مماثل الى حد بعيد لعصور الموجات المغولية التي مرت بها البلاد الأسلامية رغم كل ما يدعونه من تقدم وحضارة ودفاع عن حقوق الأنسان .
كما ان الغرب بدأ يفرض أولئك الذين يمتازون بالولاء له وممن امضوا فترات طويلة في العيش في دوله، وأكتسب الجنسية الغربية ، في سدة حكم الدول العربية والذين يرتدون أقنعة مغايرة لواقعهم ،فهم يبرزون في العلن كقادة يقودون النضال لتحقيق أهداف وطنية غير انهم في حقيقتهم عملاء يحركون كبيادق الشطرنج ،غير انه يصر على نشر قيمه ومايؤمن به على الآخرين بالقوة وبدأت تدخل قيمه ومثله مجتمعاتنا ،كما انشأ ما عرف بالمنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن والبنك وصندوق النقد الدولي وغيرها ،وظائفها ترديد مايريده الغرب ببغاوية والهدف ابقاء التفوق الغربي وامتصاص ثروات العرب ،وكلنا نتذكر ما قامت به هيئات الأمم المتحدة من ادوار مماثلة لرغبات امريكا والغرب في الحروب على العراق وفي فرض الحصار على شعبه والذي هو بعيد كل البعد عن ما تنادي به الأمم المتحدة من مبادئ.
مقارنة انتاج العرب وانتاج الأخرين :
ضمن احصاءات عام 2013 كان الناتج المحلي لأمريكا 16.7 تريليون دولار.
ولليابان 5 تريليون دولار .
ولألمانيا 3.4 تريليون دولار .
وبريطانيا 2.9 تريليون دولار .
ولفرنسا 2.8 تريليون دولار .
اما لدول العرب مجتمعة فقد كان 2,8 تريليون دولار .
وفي وقت تتغيير القيادات في الغرب بممارسات ديمقراطية تدعم العملية السياسية والأقتصادية فأنها في دول العرب جرت على شكل ثورات وانقلابات مست صميم البنى التحتية للبلاد وجعلتها في مهب الريح !

تخلف العرب في الجانب العلمي :
استخدام الدين كعباءة لتحقيق مآرب قد تكون سياسية او مصلحية او غير ذلك ،ناهيك عن العصبية المذهبية التي لاأساس لها في الأسلام الذي يشدد على وحدة الصف ، عائد الى الجهل والتخلف العلمي سواء جهل من يستخدم الدين لباس او متتبعيه بجهالة .
ان تمسك العرب بالدين هو ليس تمسك عقائدي بقدر ماهو تمسك انفعالي ممتلئ بجهل كامل لدين الأسلام واستبداله بمذاهب وفرق شتتت شمل العرب وفرقت وحدة الصف عندهم ،وهذا ما شجع أعدائهم على أختراع دين جديد يشوه مبادئ دينهم ويمزق دولهم ويضعف قوتهم وهو الدين الذي جاء به داعش مجهول المصدر والذي ينسبه الكثير من المطلعين في السياسة الدولية الى جهود مشتركة امريكية وصهيونية واوربية .
العرب بحاجة الى جراح ماهر:
ان العرب بما اصيبوا به من اورام وامراض فكرية خبيثة يعيشون حالة من السبات يشعرون انهم غير قادرون على تجاوزه وهم بحاجة الى جراح ماهر يستأصل هذه الأورام بالتدريج وبخطوات علمية مستخدما ً الثروات الهائلة التي يبعثرونها اليوم للتقاتل والفرقة والتقزم ،ومن ثم ينهض بهم من السبات الذي يعيشونه وهذا مافعله الرسول محمد (ص) عندما بلّغهم رسالة الأسلام في القرن السابع الميلادي .