الغزو الامريكي نعمة وتحرير ام نقمة واحتلال |
لو تجاهلنا نوايا امريكا واهداف الساسة الامريكيين وقسنا الامر حسب ما يقال ربما ضارة نافعة فيمكننا القول ان الغزو الامريكي واسقاط الطاغية صدام كان نعمة وتحرير لا شك ان امريكا تخلصت من صدام لاسباب خاصة بها وحررت المواطن العراقي من العبودية والظلام لا يهمها من يحكم بعد صدام كل الذي تبغيه انها تحمي مصالحها وتحمي شعبها وفعلا بغزوها للعراق والاطاحة بنظام صدام ومن قبله الاطاحة بنظام طلبان انها حمت امريكا وشعب امريكا من اي ارهاب ومن اي عنف واي عملية انتحارية وفي نفس الوقت حمت مصالحها في المنطقة العربية لكن المشكلة التي نعاني منها نحن العراقيون والمرض المزمن الذي لم نستطع الشفاء منه منذ عشرات القرون هو اننا لا نعرف كيف نحكم انفسنا هو ان طبيعتنا ضد القانون ضد احترام الرأي والرأي الاخر هو اننا عشائر مذاهب وشيوخ واعيان رغم كل التغيرات والتحولات التي طرأت في العالم لم نتغير لم نتقدم ولو قيد انملة نحو الافضل فالعقلية البدوية الصحراوية العشائرية المتخلفة هي السائدة والغالبة بل انها تدعم وتترسخ اكثر فاكثر حتى انها بدأت تتحدى كل من يدعوا الى احترام القانون حكم القانون الى التعددية الى الديمقراطية وترغمه الى الصمت والسكوت والا يموت وهكذا عدنا الى نظام العشيرة والقبيلة بعضنا يغزوا بعض وبعضنا يقتل بعض الى متى تستمر هذه الحالة المزرية والى متى نعجز نحن العراقيين عن حكم انفسنا بانفسنا فالشعوب لا تتقدم ولا تتطور الا اذا حكمت نفسها بنفسها لا شك ان امريكا في غزوها وضعت العراقيين على الطريق الصحيح ان غزو امريكا للعراق قلبت الامور راسا على عقب كانت الاوضاع غير طبيعية فاعادتها الى طبيعتها وهذا ما اثار غضب الكثير من الانظمة الغير شرعية والغير طبيعية مثل الانظمة المستبدة وخاصة انظمة العوائل المتخلفة المحتلة للجزيرة والخليج وعلى رأسها ال سعود وال ثاني فهذا التغيير الصحيح والسليم الذي حدث في العراق لا يقتصر على العراق بل حدث ثورة في المنطقة العربية لهذا قررت انظمة العوائل المحتلة للخليج والجزيرة الوقوف بوجه التغيير في العراق واعادته الى وضعه الغير طبيعي الى حكم الفرد الواحد الحزب الواحد العائلة الواحدة العشيرة الواحدة لهذا نرى هذه الجهات هذه العشائر صبت كل غضبها على الشعب العراقي واعلنت الحرب عليه وقررت ابادته بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة والقتل على الهوية الاسواق الشعبية المطاعم الشعبية مدارس الاطفال المستشفيات التجمعات الشعبية افراح احزان هذه هي اهدافهم فهؤلاء المجرمون لا يستهدفون عناصر الحكومة وانما يستهدفون الناس العاديين الذي لا حول لهم ولا قوة وهذا لم يحدث في كل تاريخ الحروب والعدوان والوحشية في التاريخ حروب وهجمات وحشية كثيرة لها اسباب يمكن معرفتها ويمكن للمقابل تجنبها على الاقل بالاستسلام لها بتحقيق مطالبها اما الهجمات الوهابية فلا تريد سوى ذبحك اولا ثم هتك حرمتك ثانيا ثم نهب مالك ثالثا لا شك لو كان هناك سياسيون اكفاء شرفاء صادقون مخلصون لجنبوا العراق وشعب العراقي الكثير من المعانات الكثير من هذا العنف والارهاب الكثير من الفساد والموبقات الكثير من الصراعات والازمات الا ان السياسيين للاسف لم يكونوا بالمستوى المطلوب كان كل همهم وكل هدفهم مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية فقط ولم يفكر واحد منهم بمصلحة الشعب بمنفعة الشعب ومن هنا بدأ التضارب وبدأت الصراعات والمنافسات بين هؤلاء المسؤوليين حول تقسيم اموال الشعب تعب الشعب حصص بينهم لهذا نرى الكثير من هؤلاء المسؤولين اخذ يساند الارهاب والارهابين ويدافع عن الفساد والمفسدين ويعمل على نشر الفوضى وخرق القانون والنظام والغاء الدستور وكل المؤسسات الدستورية والعودة الى قيم العشائرية واعرافها بحجة حماية قيمنا واخلاقيتنا من البدع التي جاء بها الغرب الكافر بل ان بعض المسؤولين جعل من نفسه خادما ذليلا وعبد حقيرا لقوى لحكومات اجنبية معادية للشعب العراقي كما ان شعبنا غير مهيأ لمرحلة الديمقراطية والتعددية الفكرية واحترام الرأي والرأي الاخر فشعبنا تغلب عليه القيم العشائرية البدوية التي ترى في كل ذلك مخالف لقيمنا ومضاد لعاداتنا العشائرية انها بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فازالة الكابوس الظالم الذي جثم على قلوبنا اكثر من ثلاثين عاما ازالة العبودية والظلام كان المفروض ان نندفع الى الامام الى الاعلى والرقي الا اننا انطلقنا الى الخلف الى الاسفل الى التخلف فاثرنا العشائرية والطائفية والانانية والوحشية وهكذا ضيعنا العراق وضيعنا انفسنا في حين نرى شعوب مرت بمثل حالتنا وواجهت نفس ظروفنا استطاعت ان تتقدم وتتطور فانها استطاعت ان تستغل امريكا لمصلحتها واستطاعت ان تستفيد من خبرة امريكا علم امريكا مال امريكا حتى اصبحت من الشعوب المتطورة والمتقدمة في العالم واستطاعت ان تتفوق على امريكا في بعض المجالات ومن هذه الشعوب شعب اليابان وشعب المانيا والسبب يعود الى ساسة هذين الشعبين انهم انطلقوا من مصلحة الشعب من فائدة الشعب من منفعة الشعب وتخلوا عن مصالحهم الخاصة لهذا على السياسيين العراقيين ان يتعلموا من الاخرين لينقذوا العراق والعراقيين. |