ليذهب العراق بمن فيه


سياسيونا وقادتنا لا ينقصهم الوعي ..هم على تواصل دائم مع العالم , يسمعون ،ويشاهدون ، ويتابعون الاخبار لمعرفة ما يجري في العالم , يشجبون ويستنكرون ويدينون ويعزون ويهنؤن ،تواصل مطلوب تقتضيه العلاقات الانسانية ،لكن الغريب والمثير للشك والاستغراب هو صمتهم حيال مايحدث من مجازر بشعة ضد ابناء شعبهم والذين اوصلوهم لقيادة البلد... ولا نسمع لهم اي تعليق او اشارة او عزاء, حتى بتنا نظن انهم مامورون بالصمت،وممنوعون عن اتخاذ اي قرار ما لم يملى عليهم ، وموقعون على الالتزام بهذه المواقف الخجولة !.لكن هذا الصمت يتفجر بركانا طاغيا في مواقف مشابهة، وفي حوادث لاتمثل عشر معشار كارثة سبايكر، او الصقلاوية ،اوضحايا البونمر ،او تفجيرات مدينة الصدر وحي العامل وبابل ومئات التفجيرات التي طالت المناطق الشيعية , فحين اغتيل ثلاثة شيوخ دين في محافظة البصرة توجه نصف الحكومة الى البصرة،وضجت الفضائيات بانواع التهديدات والاتهامات لمكون بذاته ،وتعالت التصريحات..والشجب والاستنكار ومن جميع الاطراف ، وعلى الفور شكلت لجان تقصي وتحقيقات! وهذا امر ممدوح ومطلوب شريطة ان يشمل جميع الاحداث ومن دون تمييز وبعيدا عن كيل التهم ،وتكرر الامر نفسه حين تم تفجير مسجد مصعب بن الزبير ،وتكرر المشهد ذاته مصحوبا، بل مشحونا بالتهديد والوعيد وكيل السباب والهتافات الطائفية عند اغتيال الشيخ قاسم الجنابي ،وسيتكرر المشهد كثيرا، مع ان الجاني معروف ومشخص ..سيتكرر المشهد كون بعض علية القوم يرفضون التخلي عن فكرة التسيد والتسلط واستعباد الاخرين ..يرفضون الشراكة والوسطية ،شعارهم / اما كل شيء او ليذهب العراق بمن فيه وما فيه !