أثناء متابعة عشرات الإعلاميين لفضائية (......) يوم الثلاثاء الماضي بانتظار إطلالة مسؤول للتعليق أو الإدلاء بتصريح أو أي موقف بخصوص تفجيرات ذلك أمس ، ظهر على الشاشة محلل سياسي ولخص القضية والمشكلة الأمنية في العراق بإدانته "المخانيث " ومن يقف وراءهم في ارتكاب الجرائم الإرهابية بحق الشعب العراقي ، المحلل كرر مفردة "المخانيث" أكثر من مرة ، وعلى صدى صوته كان يتصور أن مفردته ستلاحق الإرهابيين وتجعلهم يجرون أذيال الخيبة ، والهزيمة ، وأثناء حديث المحلل كانت فضائيات أخرى تبث أخباراً عاجلة عن انفجار مفخخات في أحياء متفرقة من العاصمة . الحديث" التحليلي" تضمن أيضا توجيه شتائم مباشرة لجهات سياسية ، مشاركة في الحكومة ، لاتخاذها مواقف داعمة لجماعة "المخانيث " ، لأن تلك الأطراف أعلنت دعمها للتظاهرات الاحتجاجية ، وتجاهل المحلل الإجراءات الحكومية بتشكيل اللجنة السباعية في تلبية مطالب المتظاهرين المشروعة ، وعلى وفق نظريته التحليلية ، شمل الوصف الجميع بلا استثناء ، وفي ضوء ما طرحه المحلل استطاع "المخانيث " أن يجعلوا بغداد مدينة خالية من المارة ، خشية حصول تفجيرات أخرى ، وسط عجز واضح للأجهزة الأمنية عن مواجهة صولة "المخانيث " ، وإغلاق هواتف المتحدثين الرسميين في وزارتي الدفاع والداخلية بوجه الإعلاميين لرفض الرد على أسئلتهم واستفساراتهم ، وبين حيرة الإعلاميين في تفسير خطاب المحلل وصمت الناطقين والمستشارين والمتحدثين الرسميين لم يجد إعلامي أفضل من استذكار أغنية " جيب الورق جيب القلم خل نكتب هموم وندم" لتكون شعارا لأهالي بغداد في هذه الأيام ، لأن الإرهابيين سيواصلون تنفيذ جرائمهم . عضو لجنة الأمن والدفاع عن كتلة الأحرار النائب حاكم الزاملي قال في حديث متلفز إن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من الحوادث الأمنية ، مطالبا الحكومة باتخاذ إجراءاتها في حماية أمن المواطنين ، وذكر النائب أن المجاميع المسلحة المتمركزة في منطقة جرف الصخر شمالي محافظة بابل سينفذون هجمات تستهدف وحدات الفرقة 17 العسكرية ، والتوجه إلى بغداد لاستهداف الجامعات والمدارس ،وأن هذه "الغزوة " ستنفذ لغرض تعطيل إجراء الانتخابات حتى في العاصمة على حد قول النائب الزاملي الذي سبق أن أدلى بتصريح لإذاعة دولية أكد فيه أن الإرهابيين يتخذون من جرف الصخر ، ومنطقة الجزيرة جنوبي الموصل مواقع لهم بالإمكان معالجتها بوحدات عسكرية مدعومة بطيران الجيش . إدارة الملف الأمني مسؤولية جميع الأطراف المشاركة في الحكومة ، ولكن في ظل غياب الثقة ، واتساع الخلاف السياسي ، والتمترس في الخنادق الطائفية استعدادا لخوض الانتخابات المحلية المقبلة ، في مثل هذه الأجواء لا ضمان لاستقرار الأمن، وتصريحات بعض المسؤولين والنواب ، تؤكد هذه الحقيقة ، حينما يعلقون أسباب الفشل على الصداميين والتكفيريين واختراق تظاهرات المحتجين من قبل الإرهابيين ، فاستغلوا الأزمة السياسية الراهنة ونفذوا جرائمهم ، وأصحاب تلك التصريحات شخصوا السبب قبل سنوات، وماداموا من المقربين لصناع القرار يتحملون مسؤولية حثهم على شن صولة على من يستهدف أمن العراقيين قبل أن يكونوا ضحايا " المخانيث " والعلوج .
|