فائض الكذب

 

 قلناها سابقا من الصعوبة بمكان احصاء او رصد اعداد الذين يمارسون الكذب في عراق مابعد2003 الذي تحول الى بؤرة مكتظة بالكذابين والمدلسين. ولكن المزعج في الامر فهم اكثرهم من الاسلاميين السابقين واللاحقين والاسلاميين الجدد, وبسبب ذلك سيبقى العراق مكبلا بحشود الكاذبين احفاد مسيلمة الكذاب وزوجته الشهيرة سجاح التميمية, التي ادعت  النبوة كما ادعى قبلها مسيلمتها, ومن هنا اتخذت الاحزاب الاسلامية العراقية منهج الكذب لادارة المجتمع والدولة وبالتالي صارت تكذب وتكذب وتكذب حتى استدرجت الاغلبية من العراقيين الى مهنة الكذب. والان هناك في العراق ظاهرة الكذب متفشية كوباء ايبولا في افريقيا. ونتيجة لهذه الظاهرة الخطيرة قد تراجعت الكثير من القيم الوطنية و الاخلاقية التي استبدلت مثلا بالخيانة والعمالة والنفاق والرياء والنميمة والى ما هنالك من سلوكيات مرفوضة وكريهة اي ان فقدان القيم الصحيحة هي بالتاكيد ستكون لفائدة السياسي الانتهازي وضد فائدة الناس البسطاء الذين يعانون من الفقر المدقع, في العهد الجديد عهد الديمقراطية البوشية التي امعنت بتشويههم واحتقارهم من جراء عمليتها السياسية الغاشمة وشخصوها اللاوطنية  التي تثرثر بتكرار كلمات, وحروف اصبحت مملة وخصوصا من بينها حرف السين الذي يسبق الفعل المضارع, فمثلا كماهم يقولون باستمرار سنقرر و سنعمل وسنصنع  وسنعطي وسنبني وسنمنح وسنكافح والخ من الافعال المضارعة التي افرطوا في استعمالها حتى شعر البعض او القليل من العراقيين بالغثيان والقرف من تكرارها.ولكن ويبدو ان السياسيين لم يملوا او يكلوا منها او من الكذب الصريح او الكذب المبرقع لاكثرمن( 12سنة) والحال من سيء الى اسوأ والمواطن البسيط هو الضحية الواضحة لكل وعودهم الكاذبة والسبب لانهم لايشعرون بالحرج والخجل منه وهنا ينطبق عليهم القول وهو ان من امن العقاب اساء الادب وينطبق عليهم ايضا كما قال جورج برنادشو ان ماساة الكذاب ليست في ان احدا لايصدقه, وانما في انه لايصدق احد.