مفهوم الديمقراطية يعني انتقاص الأحزاب من بعضها |
يمر العراق بأزمة سياسية واقتصادية حقيقة وانقسام اجتماعي مرير تهدد كيانه ومستقبله كدولة موحدة وشبح التقسيم والتشرذم على الابواب فالتناقضات الاجتماعية والتناحر الطائفي والصراعات القومية تزداد عمقا وتزداد الهوة بين مكوناته الاساسية اتساعا , وما ترتب على ذلك من نتائج مأساوية على المستوى الداخلي ومن ناحية أخرى كارثية التدخل الاقليمي والدولي وتصفية حسابتها على حساب مستقبل العراق , ومع تفشي الفساد بشكل مُرعب ، انّ هذا الفساد هو السّبب الرئيسي لاظهار القوى الارهابية , لأن أتاح للارهابيين فرصاً ذهبيّة كبيرة ليتمدّدوا جغرافياً الى داخل العراق ووقوع قرابة ثلث العراق تحت سيطرتهم. الصورة العراقية الحقيقية ، تؤكد تماما أن الوطن يعيش اليوم حالة عداء سياسي متصاعد، لهذا فأن حقيقة المعاناة التي يعاني منها الشعب العراقي اليوم بشكل عام تتمثل أساسا في أن أحزاب وشخصيات سياسية جميعها تفتقر إلی مسمی النضوج السياسي. بمعنی أن المشكلة ليست في شخصية الانسان العراقي تحمل افكاراً ليبراليا أو يساريا أو إسلاميا ، أو تنتمي الى القومية او الطائفة ، بل إن المشكلة تكون بين قادة الاحزاب حين تتهم بعضها البعض من خلال هذه المسميات أن كل الطرف منه يشكل خطرا حقيقا علی الآخر، لان مجملهم يواصل تحريك طاحونة الطائفية البغيضة ، حيث التصريحات النارية والاتهامات والتشكيك بالآخر ، ومن ثم يجعل من الوطن ساحة للصراع بين مكونات الشعب العراقي. العداء السياسي الذي يخيم عليه اليوم لأن لم توفر لدی الساسة والأحزاب والقوی المتنفذة في داخل الحكومة او البرلمان أدنی قدر من النضوج السياسي ولا يفقه مفهوم السياسة ، حيث حول هذا المفهوم إلی نوع من الصراع والانتقام ، غير مدرك بعد أن السياسة في شكلها العام فنا وكل فن له قواعده وسلوكياته الخاصه به. للأسف الشديد لدى جميع أن مفهوم الديمقراطية يعني انتقاص الأحزاب من بعضها البعض ، وأن يسخر كل حزب منها صحفه وقنواته الإعلامية في سبيل تجريم ونقد الأحزاب الأخری ، وتستعمل لغة التهديد والانتقام من الآخر، وهذه الكلمات يسمعها يومياً المواطن العراقي من المسؤولين والساسة العراقيين. ومن المضحك المبكي وتجد كل حزب في الوقت نفسه تطالب الحكومة تعمل بالدستور والقانون ومحاسبة المقصر . |