المقدمة : .......... الغالبية تعتقد بان مجرد القضاء وهزيمة دولة الخلافة الاسلامية السنية داعش سيعم السلام والامان وينتهي الارهاب والعنف ويعيش الشعب العراقي حالة من الاستقرار الامني , اصبحت هذه الامنيات والتمنيات من الماضي بعد ان تم ترسيخ التفرقة الدينية والمذهبية والطائفية بين جميع مكونات الشعب العراقي بفضل ومباركة قادة السنة والشيعة الذين اغتصبوا العراق مابعد عام 2003 . لم يشهد العراق ماسي كارثية عبر التاريخ حتى في عصور الاحتلال منها الفارسي والتتري المغولي ودولة الخلافة الاسلامية التركية واخرها الاحتلال البريطاني في بدايات القرن الماضي . لا نتحدث عن عموم الشيعة والسنة بل على الانتهازيين من قادتهم الذين انتخبوا بفضل التصريحات الكاذبة والبرامج الفاشلة والمشاريع الوهمية . افكار وتوجهات اصحاب نظرية الخلط ما بين السياسة والدين انطلاقا من فكرة الاسلام دين ودولة , هؤلاء لايختلفون عن باقي الرعاة من قادة الدول العربية ذات الانظمة الفاشلة الرجعية الدكتاتورية الطائفية الثيوقراطية الراديكالية الشوفينية التي شجعت ورعت الاسلام السياسي منذ السبعينات من القرن الماضي والى هذه الساعة , جميعهم استغلوا الدين والحركات الاسلامية سرا وعلنا كورقة تلعبها لقمع وضرب المعارضات والاحزاب وكحصان طروادة لتخويف الغرب لكي يرضى بهم ويقبلهم . الفكر الوهابي وابن تيمية ومنطلقات الاخوان المسلمون وحركة حماس وافكار الخميني وولاية الفقيه وحركة الجهاد الاسلامي والسلفية الوهابية والقاعدة وحزب الله والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية الخمينية والتيار الصدري والتيار الخالصي والعشرات غيرها جميعها ترعرعت ونشات برعاية ودعم من الانظمة الحاكمة بشكل او باخر من دعم مادي ومخابراتي وتعاون لوجستي للنيل من الخصم , لا ننسى انها كانت ترفع شعارات مزيفة كالمقاومة ومحاربة الاحتلال والتباهي في نشر فكر الخلافة والامامة والفتوحات الوهمية ونبذ الفكر القومي والوطنية . لا ننسى دور اجهزة مخابرات دول اقليمية واجنبية في دعم الجماعات الاسلامية لايصالها للحكم , دعمت بالاسلحة والمال والاعلام بحجة الاعتدال والوسطية , لاول مرة نسمع بوجود دين تعاليمه مقسمة مابين المعتدلة والمتطرفة وعلى اتباعه الاختيار , على كل حال وبعد هذا الدعم والربيع العربي الاسود عمت الفوضى في كل من ليبيا والبحرين واليمن والعراق وسوريا وتونس ومصر والقادم سيكون الاسوأ لان السحر انقلب على من قام به . عمليات ترقيع وتصليح : ............................ الى الان لا يوجد شخصا واحدا يقول وينطق بالحقائق كما هي , الجميع يعرف ان ما تقوم به داعش وباقي الحركات والمنظمات الاسلامية وقادة الاحزاب الدينية وهم يستندون الى احاديث ومراجع اسلامية وايات , السطوة الدينية والشيوخ والمناهج الدراسية وخطب يوم الجمعة والقنوات الفضائية الدينية التي تبث سمومها يوميا على الملايين من مشاهديها وغيرها تحاول الترقيع والتصليح والتلميع ولكن كلها بلا جدوى , كل من يحاول نقد واصلاح وحذف وايجاد تفاسير مقبولة اما يقتل او يكفر والشواهد كثيرة . كان اخر حديث حول هذا الموضوع من الرئيس المصري السيد السيسي عندما طالب باعادة كتابة التراث وتنقيته , لا السيد السيسي ولا رئيس او ملك عربي قادر او يستطيع عمل شيئ من هذا القبيل مادام هناك شيوخ يتحكمون بمفاصل الدولة والحياة المدنية , يقولون ان الازهر يتخذ الوسطية والاعتدال , هل سمعتم ان كان هكذا قد اصدر فتوى يحرم قتل لا نقول المسيحي او الايزيدي او الكافر بل الشيعي ! لياتي بها , هل كفر الازهر داعش او القاعدة او اي منظمة ارهابية اخرى ! , ماذا تتمنى من شخص يقود هذا المنصب ويقول / اذا غاب رجل عن زوجته اربع سنوات وعاد وقد رآها حاملا في بطنها بطفل / على زوجها ان يصدقها لان الشرع يقول هكذا ! , ماذا نتمنى من شيوخ الازهر ومناهجهم الدراسية للسادس الثانوي تعلم قتل المرتد واكله نيا وقتل الكافر وشويه واكله ! . الكارثة التي حلت في العراق : ................................ في العراق لا توجد حكومة لديها مؤسسات وقضاء وسلطات التي تحكم البلاد ولا جيش ولا شرطة ولا انتخابات نزيهة ولا قانون للاحزاب , بل من يحكم العراق هي ميليشيات واحزاب دينية وعصابات وعملاء للسعودية وايران ودول اخرى وثلث العراق اي شماله مصاب بسرطان ينهش في الجسم العراقي , السنة يزرعون ما يطلب منهم من السعودية وقطر والخليج والشيعة يحاولون نقل التجربة الايرانية المخزية . لهذه الاسباب وغيرها قسم العراق طائفيا ومذهبيا ودينيا , وهناك عمليات وخطط للتغيير الديموغرافي للمناطق وعمليات تهجير منظمة ومدروسة لباقي الاقليات والقوميات الاصيلة الى خارج العراق , الان من الصعب ان تجد منطقة مختلطة من السنة والشيعة والمسيحيين والاكراد والايزيديين , وان شوهدت الان منطقة هنا او هناك فسوف لا تجدها في المستقبل القريب وخلال اقل من خمس سنوات للوصول الى الاهداف التي تريدها ايران والسعودية وتركيا وهي / تقسيم العراق / طائفيا مذهبيا , وفيدراليات من هذا القبيل او الى ثلاثة دول او اكثر . بعد ان تنتهي داعش سيكون العراق امام الامر الواقع بعد هذا الانقسام الكارثي بفضل من يحكم العراق منذ سنة 2003 , هنا ستبدأ بداية الكوارث الكبرى في العراق واهمها ترسيم الحدود بين هذه التقسيمات الثلاثة اي ما بين الاكراد والسنة والشيعة من جهة وما بين السنة والشيعة من جهة اخرى , صراع على الثروات النفطية وصراع على المياه مع دخول هذه المناطق في نزاعات عشائرية وقبلية للثار والانتقسام بسبب الاحداث والقتل والتصفيات التي جرت فيما بينهم خلال العشر سنوات واكثر . قوات لحفظ الامن دوليا : ........................... من المهازل الكبرى التي يمتاز بها المتاجرون بالدماء وهم مجرد سراق وفاسدون وقتلة ومجرمون هي تجارة المكابرة وكرامة وطنهم برفض فكرة التواجد الاجنبي على اراضيهم , نحن نعرف هناك اسباب معروفة لرفض هذا التواجد , ولكن نقول لهؤلاء – لولا الضربات الجوية البطيئة للتحالف الدولي بقيادة اميركا لداعش لكانت بغداد سقطت واربيل كذلك وراينا خليفة دولة الخلافة الاسلامية في القصر جالسا على كرسي الرئاسة ورئاسة الوزراء وباقي اقبية وسراديب وملاجئ المنطقة الخضراء / حديقة البشر / ! . انتم غير قادرون على وضع استراتيجية لمقاومة هذه الافكار لاسباب تتعلق بالثوابت والمحرمات ورفض فكرة النقد الديني واجراء اصلاحات كما حدث في اوربا بعد اقصاء رجال الكنيسة والدين وفصل الدين عن الدولة والسياسة ومارتن لوثر وغيرها من الحركات الاصلاحية التي شهدتها المسيحية في العالم . لا يوجد حل لانقاذ العراق في هذه المرحلة الا / قوات حفظ السلام / , العراق ليس افضل من الدول التي قبلت بهذه القوات وحافظت على شعوبها من الاقتتال والحروب الطائفية , العديد من الدول نجد الان فيها قوات تابعة للامم المتحدة , بالمناسبة يعتبر الاردن في مقدمة الدول الذي يشارك باعداد كبيرة من جنوده لحفظ الامن والاستقرار في العالم , على من يحكم العراق الان اذا رجع الى عقله ووطنيته وتنازل عن مهزلة المكابرة والخوف من الاجنبي ان يقوم من الان ترويج فكرة القوات الدولية لينقذ ما تبقى من العراق قبل فوات الاوان , مع ايجاد نظام جديد يحكمه الرئيس والوزراء وحكومة مركزية مع اعطاء الفيدراليات الجغرافية للمحافظات وجيش موحد وشرطة فيدرالية موحدة واعادة الخدمة الالزامية الاجبارية في الجيش واعطاء حرية الاستقلال لكردستان لثلاثة محافظات السليمانية واربيل ودهوك والغاء مهزلة المادة 140 ووضع حد للتجاوزات الكردية على الاراضي , والغاء هذا البرلمان الفاشل وميزانيته الهائلة واجراء انتخابات الرآسة والغاء المحاصصة والطائفية في الوزارات والمناصب وارجاع مجلس الخدمة وغيرها من القوانين المدنية التي تطبقها دول العالم على شعوبها لضمان حقوقها وواجباتها وما لها وما عليها .
|