صحة صدور

مِن المصطلحات الدارجة عن العراقيين هو استحسان ما يعمله البعض ويطلق عليه كلمة (نغل) أي لقيط تعبيراً عن ذكاء ذاك الشخص في حل المعضلات، وكان في شلتنا شاب يتوقد ذكاء ونحن لا نتردد في مدحه بكلمة (نغل) حتى انه تضايق كثيراً من ذلك واقترنت هذه التسمية باسمه حتى كادت ان تصبح له لقباً، وفي احد الأيام طلب من والدته ان ترافقه لزيارة الإمام موسى الكاظم عليه السلام وصديقين آخرين بدون ان تشعر بهم والدته وعندما وقفا في حضرته طلب من والدته ان تقسم بالإمام بأنه من ظهر أبيه وأقسمت في ذلك على مسمع من أصدقائه، التفت إليهم وطلب منهما تزويده بورقة موقعة من قبلهم تؤكد صحة صدور القسم وتباهى بذلك أمامنا وطلب منا ان يأخذ كل واحد أمه لاداء القسم كما فعل هو.. 
وقد استفادت الحكومات المتعاقبة في بلدي من تلك المبادرة وجعلت صحة الصدور واحدة من انجازاتها الرائعة لتضيف زمن العذاب لمعاملة لا يقل الانتظار فيها عن شهر أو أكثر وحسب مزاج المندوب الرسمي بدون البحث عن وسائل تجنب المواطن المعاناة والابتزاز، اقترح على الحكومة ان تبعث بصحبة كل من لديه معاملة مندوب لاداء القسم عند الأئمة ودور العبادة بأن الورقة غير مزورة وتختزل الزمن وتريح المواطن في ذلك.
الخوف الكبير ان يطلب من المواطن نفسه صحة صدور ولادته ووالديه في رحاب الله لاثبات انتمائه لهم بفحص (DND) المواطن مزور حتى تثبت براءته.