صلاح درنفيس يفترس عرائس الانتخابات

 

اخزى منظر عندما ترى أحدهم يمزق ملصقات للدعاية الانتخابية وهو يتلفت خوفا ، حرب تمزيق الملصقات بدأت ، شاهدت احدهم يفعل ذلك ، شاب طويل يلبس سروالا اخضر قاتم اللون وقميصا ربما كان احمر ذات يوم ، وجهه أسمر صفيق وعيناه غائرتان ، يهاجم ملصقات المرشحين بوحشية بالغة ، تناول ملصقا لمرشحة حسناء ، تألمت وانا ارى تلك الضبية الفاتنة تتلوى بين يديه القذرتين وقد كشر عن اسنانه الموشاة بسواد السجائر وبقايا الشاي ، رأيت كأن وجه الحسناء ينضح جمالا ثم يتلاشى ويغيب ، يرمي الفريسة على الرصيف خائفا متوترا ونظراتها الساحرة حافلة بالدهشة وسيل من الاسئلة ، يتلفت برعب ليهاجم عروسا أخرى ، مجزرة المرشحات على الرصيف ، غضبت ثم نهرته وامسكت به وحاولت ان اصفعه لكنه أخذ يتلوى بين كفي كالافعى كان قلبه بنبض بعنف من وراء قميصه الممزق ثم افلت وهرول مبتعدا ، بدا بساقيه الطويلتين كأنه لقلق مسكين افلت من يد الصياد ، ابتعد كثيرا ، رمقني ملتفتا بهلع شديد ، في نظراته تختلط الدهشة والخوف وخيوط من الاسى و تتصاعد صرخات صامتة لا يسمعها الا البائسون ، شاهدني صاحب محل ، ابتسم ابتسامة عريضة وقال : هذا هو (صلاح درنفيس) المشهور بتمزيق الملصقات باجور معروفة يدفعها اليه منافسون في الانتخابات ، قلت : ابن من هذا وماذا يعمل ولماذا يقبل القيام بمثل هذا العمل المنافي للقانون ، قال : كما تراه ، شاب في السابعة عشرة من عمره يتيم فاشل في الدراسة محتاج للمال ولديه ام واختان ، يستغلون فقره ووضعه النفسي المتدهور فهو عدو مثالي لبده ولكل الاحزاب ، فهمت كل شيء ، انه مشروع لمجند مأجور مستعد للقيام بأي عمل للحصول على المال ، هذا الشاب ومن هم على شاكلته مادة ممتازة للارهاب والجريمة المنظمة ، ولكن لو اختفى هؤلاء فمن الذي سيقوم بمهمة تمزيق الملصقات انه يمارس التمزيق بالنيابة ، وليس معقولا ان يأتي رئيس كتلة بنفسه ليقوم بتمزيق ملصقات الكتلة المنافسة ، الذي شاهدته دليل على ان كثيرا من القوى السياسية تفهم التنافس الانتخابي بطريقة خاطئة ، ودليل ايضا على ان دعاة التمزيق يمكن ان يمارسوا اعمالا اشد خطرا على سلامة الانتخابات وشرعيتها ودستوريتها ، فاذا رأيت منافسك يستأجر صلاح درنفيس لتمزيق صور مرشحيك مقابل خمسة آلاف دينار مقابل كل صورة ، فهذا يعني ان المنافس مستعد ايضا لممارسة التزوير وشراء الاصوات ، وممارسة التشهير بالمنافس فيختلق الملفات ضدك بهتانا وعدوانا لاسقاط السمعة ، وقد يتصاعد انفعاله فيلجأ الى اغتيال المرشحين او تهديدهم او ارهابهم او منعهم من القيام بجولاتهم الانتخابية ، صلاح درنفيس قد يطور ادواته فبدل ان يمزق صور المرشحين تأتيه الاوامر بتمزيق المرشحين انفسهم بالكاتم ! مع زيادة الاجور طبعا ، لذا ارجو ان لا تنظروا الى تمزيق صور المرشحين والمرشحات بتهاون ، انه مؤشر خطير ، اتمنى ان تروا كيف تتلوى رقاب العرائس الحسناوات بين يديه وهي تكاد تصرخ : لا اكلت بيمينك ولا شربت بها ، لو رأيتم المنظر لشعرتم ان بعض المنافسين وحوش انتخابية ، لكنهم مع ذلك يقولون في خطاباتهم : نحن نريد الوصول الى مجالس المحافظات لخدمة الناس !!!