ملاحظة على الهامش |
في الماضي حين كانت تقام ندوة أدبية أو أمسية أدبية بمناسبة صدور ديوان شعر جديد أو مجموعة قصصية جديدة أو أي عمل أدبي إبداعي ، كان المشاركون يتحدثون عن الكتاب أكثر من صاحبه ، فيبرزون مكامن الضعف والجمال والإبداع فيه ، ويقدمون الملاحظات النقدية حول الهفوات فيه كي يستفيد من هذه الملاحظات في عمله القادم وفي كتاباته المستقبلية . أما اليوم ، وللأسف ، فقد اختلف واقع الحال ، والمشاركون يتحدثون عن المؤلف أكثر من الكتاب ، فينفخون صاحبه وينعتوه بألقاب وصفات لم تقل لا في المتنبي ولا في أبي العلاء المعري ولا في السياب والبياتي ، ولا في طوقان ودرويش ويوسف الخال وأنسي الحاج وشوقي بزيغ ومحمد شمس الدين وغيرهم ، وحينها يحس بالغرور والانتفاخ الطاووسي، ويزيد وزنه أكثر من عشر كيلوغرامات في تلك الأمسية ، ويصدق انه أشعر الشعراء وأعظم الكتاب ، وانه سيد الكلمة ومبدع المرحلة . فاتقوا اللـه يا أصحاب الكلمة والقلم ، وقليلاً من التواضع والصدق والصراحة ، وكفى مديحاً وإطراءاً ونفاقاً ومجاملة وممالأة ورياءً ونفخاً وتسويقاً وتلميعاً ، وليتوقف الانحدار الثقافي الذي تعيشه ثقافتنا وأدبنا في هذه البلاد ..!! .فحياتنا الثقافية تحتاج للصدق ، وللنقد البناء الهادف ..النقد العلمي الموضوعي المنهجي والجمالي الواقعي ، وللكلمة الهادفة ، وليس للنقد المجامل المنافق المرائي ، نقد الاستكتاب السائد في أيامنا هذه . |