بين الدكتورة ذكرى والمعلمة نجوى، حلم وطن |
بمناسبة إنتصار إرادة الشعب وإرادة الخيرين في العراق، هذه الإرادة التي تطمح في شغل المناصب الحكومية من قبل كفاءات وطنية مشهود لها في الخبرة والنزاهة وتغليب مصلحة البلد على حساب المصالح الحزبية والفئوية والشخصية. فبعد صراع من قبل الأحزاب على منصب أمانة العاصمة، وترقب مرفوق بالتمني من قبل الخيرين باشرت هذا اليوم الدكتورة ذكرى محمد جابر علوش بتسلمها منصب أمين العاصمة من السيد عبعوب الأمين السابق. وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر للسيد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي على تمسكه بهذا التعيين، وحفاظه على هيبة الدولة والحكومة وإرادتهما على حساب إرادة الأحزاب والتكتلات السياسية. ونحن على ثقة أن المرأة العراقية قادرة على أن تكون على قدر المسؤولية. وأنا أستمع لهذا الخبر المفرح لابد من ذكر إحدى المبادرات التي قامت بها معلمة في مدرسة الإنطلاقة الإبتدائية في منطقة ألبو عبد الله في ناحية المدحتيةــ محافظة بابل أسمها نجوى جواد زيدان، إختصاص عربي ومرشدة الصف الثاني أ ، علمت أن هذه المعلمة ترفض الإجازات وراتبها 550 ألف دينار ولها من الخدمة ست سنوات، ويضم صفها 45 تلميذاً، قامت هذه المعلمة بتجديد الصف على حسابها الخاص، وقد إستمر العمل لأربعة أيام حيث عملت على إنشاء سقف ثانوي للصف، وتغليف جدرانه بالسيراميك، وتأسيس كامل للإنارة في الصف،ووضع مروحة سقفية، ومبردة هواء للصف، ووضعت جميع وسائل الإيضاح الخاصة بكل مواد درسي القراءة والحساب من خلال عمل خاص بوستري في المطابع، وفوق كل ذلك فهي تقوم يومياً بجلب الحلويات وتقوم بتوزيعها للتلاميذ الشطار، حيث يتم التصفيق للتلميذ بعد أن يقوم بالإجابة على السبورة وتعطيه من الحلويات تشجيعاً لهم على المواضبة في الدرس، ومن خلال عملها هذا استطاعت أن تحفز باقي زملائها على أن يقوموا بجمع التبرعات فيما بينهم لإكمال بعض نواقص المدرسة التي تأسست عام 1973 في منطقة ريفية،. وقد شاعت هذه القصة الآن في مدينتي وتتناقلتها الأسرة التعليمية في مدارس المدينة، وكانت سبباً في قيام الكثير من المعلمين والمدرسين في المدارس الأخرى على تقليد هذا العمل وجمع التبرعات فيما بينهم وترتيب مدارسهم وتصليح كل نواقصها، وإنشاء الحدائق والساحات النظيفة في المدارس، كل هذا ولم تطلب تكريم من أحد ولا كتاب شكر ولو من مديرية تربية بابل. أخبر عن هذه المبادرة الوطنية والتي استطاعت صاحبتها ومن دون أن تخطط لذلك أن تؤثر في الآخرين وأن تقدم أنموذجاً للمرأة العراقية ووطنيتها وحرصها وغيرتها على بلدها، ولم تقل لحالها (وآني شعليه) كما يفعل الكثير من الرجال، ولم يقم بهذا العمل أي برلماني مع العلم انهم يستطيعون براتبهم الفاحش فقط أن يفعلوا الهوايل كما يقول المثل في كل شهر، ولكن بدلاً من أن يقوموا بهذا العمل ويضحون في سبيل بلدهم، وهم بالطبع أولى بالتضحية من غيرهم كونهم مسؤولين على هذا الشعب أمام الله وأمام العالم، بل هم لا يكتفون بعدم المبادرة في هذا الإطار بل يقومون بالكثير من الألاعيب الشيطانية كي يسرقوا هذا البلد من دون أي وازع من ضمير. لهذا السبب نحن فرحون بتولي ذكرى منصب أمانة العاصمة، ومتفائلون بنجاحها، وشكراً لنجوى جواد زيدان لأنها منحتنا هذا التفاءل ، ولدينا شواهد كثيرة على أفضلية المرأة العراقية الكفوءة في تقلد المناصب الحكومية ولدينا ثقة تامة بقدرتها على تحمل المسؤولية وبكل شجاعة وصبر، فأهلاً بأمينة العاصمة بغدادُ والشعراءُ والصورُ... ذهبُ الزمانْ وضوءهُ العطرُ، وشكراً للمرأة العراقية النبيلة نجوى جواد زيدان.
|