نبوخذ نصر يقض مضجع الموساد

إن المشهد الحالي للتدمير الوحشي لآثار الأشوريين في متاحف العراق و قبلها تدمير باقي المعالم التاريخية لكل الديانات، بما فيها المساجد "يونس"، يفتح ثغرة لتفكير المقاربة التاريخية، حيث أن تصوير تفتيت تماثيل الآشوريين بالذات و بالفؤوس طوبة طوبة، من طرف وحوش الراية السوداء، يحيل إلى إعادة قراءة السبي التاريخي لليهود من طرف الأشوريين و البابليين.

ألا يَحِقُّ لنا التساؤل بكل تجرد عن نظرية المُؤامرة، حول الإمكانيات المُحَقَّقةِ لِتَحَكُّمِ الموساد عن بُعْد في تدمير ما تبقى من معالِمِ عدو أزلي، إن هذه الحالة تجعلنا أمام العدو الصهيوني بالوكالة، تحت لِواء راية سوداء تجز الرقاب و الحضارة باسم الإسلام، والموساد من بين من يصرح علانية أن دَمَوِيي أنصار الراية السوداء ليسو أعداء، و يتم تطبيبهم في مستشفياتهم حين سقوطهم على حدودهم ببنادق أهل الشام.

إن من أركان تأسيس الكيان الصهيوني، التمركز حول العداء الديني التاريخي، و براعة التسويق الإعلامي "لاضطهاد" اليهود، قبل هوليود و بعدها.

سنفتقد تماثيل نبوخذ نصر، ليس دفاعا عن التنكيل بأي جنس، ولكن دفاعا عن العيش المشترك، و ما تبقى من أعرق حضارات الدُّنيا، وحنينا لحدائق بابل المعلقة، و بوابة عشتار إلهة الحب البابلية الراقِدة خارج تربتها في برلين.

إن مشروعهم الظلامي الحامل لِمَعَاول هدمِ الحضارات، سيصطدم بمشروع تحرر الإنسان، شريطة الوعي بتمفصل الأعداء و تمفصل الحلفاء أيضا، إن المشروع التحرري بالمنطقة يجب أن يتبلور تحت حد أدنى : الدولة الوطنية الديمقراطية.