فيما يعتبر تحذيرا طبيا جديدا من تناول الأطفال لمشروبات الطاقة Energy Drinks، نشر الباحثون من جامعة يال بالولايات المتحدة نتائج دراستهم عن التأثيرات الضارة لتناول الأطفال مشروبات الطاقة، وخلصوا إلى التوصية بضرورة اهتمام الوالدين بمنع الأطفال من تناولها. مشروبات الطاقة مصطلح يقصد به المشروبات المحتوية على مواد منبهة، وخصوصا الكافيين، التي يتم تسويقها كمشروبات تعطي طاقة للجسم وتنشط عمل الدماغ. وقد تكون المشروبات تلك غازية أو غازية، وبعضها قد يحتوي السكر أو المحليات الصناعية، وقد تحتوي على أحماض أمينية أو مستخلصات عشبية أو لا تحتوي أيا منهما. واليوم تتوفر أنواع يتجاوز عددها المئات من تلك المشروبات في الأسواق العالمية. ووفق ما تم نشره في عدد 9 فبراير (شباط) من مجلة «أكاديمية طب الأطفال الأميركية» (The Journal Academic Pediatrics)، لاحظ الباحثون في نتائج دراستهم أن تناول الأطفال لمشروبات الطاقة مرتبط بارتفاع حالات فرط النشاط وضعف التركيز «Hyperactivity And Inattention» بين طلاب المدارس المتوسطة بالولايات المتحدة. وشمل الباحثون في دراستهم أكثر من 1600 طالب في المرحلة المتوسطة بالمدارس في منطقة ولاية كونيتيكت الأميركية. وكان متوسط أعمار أولئك الطلاب المشمولين بالدراسة نحو 12 سنة. ولاحظ الباحثون في مراجعة نتائج دراستهم أن الأطفال الذكور أكثر إقبالا على تناول مشروبات الطاقة مقارنة بالإناث. وقالوا إن الأطفال الذين يتناولون مشروبات الطاقة هم أكثر عرضة، وبنسبة 66 في المائة، ليكون لديهم خطورة الإصابة بحالات فرط النشاط وضعف التركيز، وتظهر أعراض تلك الحالة لديهم بشكل واضح. وإضافة إلى أن مشروبات الطاقة عالية المحتوى بالسكريات، فإنها أيضا عالية المحتوى بمادة الكافيين، وهو ما أخذه الباحثون في الاعتبار عند تقييمهم عدد العبوات التي يتناولها الطفل ونوع مشروب الطاقة الذي يستهلكه ومحتواه من السكريات ومادة الكافيين. وعلقت البروفسورة جانيت إيكوفيتش، الباحثة الرئيسة في الدراسة وأستاذة الصحة العامة بكلية الصحة العامة التابعة لجامعة يال، بقولها: «كلما ارتفع تناول المشروبات المحلاة بالسكريات، وتحديدا كلما ارتفع تناول الأطفال لمشروبات الطاقة بالذات، ارتفعت احتمالات ارتباط ذلك بارتفاع احتمالات الإصابة بحالات فرط النشاط وضعف التركيز». وأضافت: «نتائجنا تتوافق مع توصيات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال American Academy of Pediatrics في ضرورة أن يتنبه الوالدان إلى الحد من تناول الأطفال للمشروبات المحلاة بالعموم، وعلى وجه الخصوص تحديدا منع الأطفال من تناول أي نوع من أنواع مشروبات الطاقة». ولاحظ الباحثون في تفاصيل مراجعة نتائج الدراسة أن طلاب المتوسطة الأطفال المشمولين بالدراسة يتناولون بالمتوسط عبوتين يوميا من المشروبات المحلاة، وبعضهم يصل إلى تناول 7 أو أكثر من عبوات تلك المشروبات. وأن بعض أنواع تلك المشروبات التي يتناولها الأطفال وفق ما اتضح للباحثين، تحتوي في كل عبوة منها على 40 غراما من السكريات، هذا مع ملاحظة أن أعلى كمية سكريات حلوة ينصح الطفل بعدم تجاوزها في اليوم هي 33 غراما، مما يعني تجاوز كامل الكمية المسموح للأطفال بتناولها من مجرد تناول عبوة واحدة من تلك المشروبات المحلاة! واستطرد الباحثون بالقول إنه «إضافة إلى ارتفاع احتمالات الإصابة بحالات (فرط النشاط وضعف التركيز) فإن تناولها أيضا أحد الأسباب الرئيسية في تنامي مشكلة السمنة بين الأطفال». وذكر الباحثون بنتائج الإحصائيات الحديثة في الولايات المتحدة الصادرة عن مراكز مراقبة الأمراض واتقائها «CDC» والتي تشير إلى أن أكثر من ثلث الأطفال لديهم إما سمنة أو زيادة وزن. مشكلة إقبال الأطفال على تناول مشروبات الطاقة هي إحدى المشكلات الصحية المتعلقة بتغذية الأطفال والتي تتطلب تعاونا من الآباء والأمهات في معالجتها، وهي التي تبنى على جانبين مهمين، توجيه الأطفال نحو عناصر التغذية الصحية والتي من بين أولويتها تناول الفواكه أو عصير الفواكه الطازجة، والجانب الثاني، هو منع الأطفال من تناول المشروبات الطاقة وعدم توفيرها في متناول أيديهم. وتمتد تبعات حالات فرط النشاط وضعف التركيز إلى مراحل تالية في العمر، وخصوصا في التحصيل العلمي الدراسي ومستويات تفاعله معه وتقدمه فيه، وأيضا تهدد سلامة الطفل في تنبهه إلى ما يحصل حوله وكيفية تصرفه لتفادي أذى نفسه أو من حوله
|