عراق بلا حدود واضحه

 

أننا كشعب عراقي نعيش أزمة هويه غير واضحه من الجنوب الى الشمال داخل الوطن الهزيل المترامي الأطراف ’ يقف على جانبيه شرطي الطائفيه والعرقيه يبحث كل منهما على تأمين حاله قبل تأمين أجياله ’ فمن العار أن يدفع أجيالنا فاتورة التقاتل الطائفي والعرقي ’ أذ لم يكن لهم فيها لا ناقه ولا جمل ’ وأن من يمثلهم رجال لايميزون الحق من الباطل ولا حتى يفكون الخط ’ ولا يحسنون تحدث أي لغه أخرى غير لغة الفرقه والتكفير ’ لقد مللنا نظرية المؤامره وثقافة المظلوميه على مدى 1450 سنه ’ ومهما أرتدى أطراف الصراع السياسي وجوها متغايره وأقنعه مختلفه للصراع ’ ألا أنه كان وما يزال وسيظل الصراع ديني ذات طابع طائفي مذهبي ’ فهناك في المحافظات الغربيه معاويه أبن أبي سفيان ’ وفي المحافظات الجنوبيه علي أبن أبي طالب (ع) ’ ومن يدعي غير ذلك فاليأتي بالدليل ’ فالشواهد كثيره والأحداث جليه ولم تعد خافيه على أحد ’ فهذا الشحن الديني الطائفي العرقي ’ والسياسه الأستراتيجيه الغربيه والأقليميه جعل من العراق واحد من أكثر بقاع العالم أضطرابا على أراضيه ’ ولم يعرف بلد الرافدين معنى الأستقرار ألا قليلا ’ أما اليوم فكل شيئ في العراق يتقاطع مع أجندات داخليه وخارجيه تتشابك الأهداف وتتعارض الخطط وتتضارب المصالح وتتعدد الرايات حتى أصبح كل شيئ في العراق عبثي والسمه المألوفه لهذا البلد المنكوب أصلا بتقاتل أبنائه ’ فالفرقاء السياسيين يختلفون في كل شيئ ’ فلغة التخوين والتكفير والتسفيه هي اللغه السائده في التعامل مع الأحداث في العراق ’ فهناك المشكله الحقيقيه في العراق في المتصدين للعمليه السياسيه فمنهم من يجد نفسه مطالب بالأنحياز الى دوله ما ومنهم من يجدنفسه مطالب بالولاء لمن أوصلوه الى سدة الحكم ’ فالحياديه أمر ليس بيسير في عالم السياسه وفي ظل أجواء التخوين والعماله والتكفير المذهبي الذي يخيم على المشهد العراقي ’ فالأطراف السياسيه المدعومه من الخارج بموؤسساته والتي لا تخرج من قبضة التأثير والتوجيه السياسي ’ وثبت ذلك بكثير من الأدله ’ فالسياسيين العراقيين مجرد أدوات خاضعه لرغبات صناع القرار خارج حدود العراق ’ ووسط هذه الصراعات يقف السياسي العراقي أمام مشاهد الموت والفساد والجوع الذي يضرب البلد والعباد وهو متفرج ’ومن العجب نرى حرص أمريكا وأوروبا على مساعدة العراقيين رغم أنهم في الأصل هم طرف في مشاكل هذا البلد وأحد أسباب الصراع واقتتال أبنائه ’ والسؤال هنا هل تضع أمريكا اللمسات الأخيرة لتقسيم العراق والمنطقه ’ وأين ما كان الصراع فأن الشعب العراقي هو الضحيه فهو الذي يتساقط أبناه كل يوم أمام السيارات المفخخة أو بالكاتم ’ فمشكلة العراقيين مشكلة سياسيه بجذور دينيه مذهبيه قبليه ’ فخطورة الأوضاع في العراق تكمن في أن السياسيين العراقيين غير قادرين على حل خلافاتهم قرابة عشر سنوات ’ ولا الشعب العراقي يستطيع حلها ’ فهل قدر هذا البلد والشعب أن يظل رهينة أضطرابات وأزمات دينية طائفية من قبل 1450 سنة لاتنتهي يدفع المواطن العراقي ثمنها من دمه ووجوده ومستقبل أجياله ؟