الديمقراطية والبراكماتية!!

 

 

لا ديمقراطية تتحقق إن لم تترافق مع وعي براكماتيكي , فالديمقراطية عقيدة مصلحية , تعني أن طاقات المجتمع بمؤسساته المتنوعة عليها أن توظف لتحقيق مصالحه , والحفاظ على أمنه وحقوقه وتأمين سعادته.

 

والديمقراطية بهذا المعنى لا يمكنها أن تنجز أهدافها وتترجم معانيها الجوهرية , بمعزل عن تسخير الأفكار للعمل وحلّ المشاكل , وتحليل التحديات وإبتكار الأصلح لمواجهتها , ومعرفة ما سينجم عنها من تطورات وتداعيات , ووضع الأجوبة الواضحة العملية لمعالجتها.

 

وفي مجتمعاتنا تنتفي آليات التفاعل العملي الفكري اللازمة لتجسيد إرادة الديمقراطية , ولهذا إنحرفت وتعثرت , وأصبحت تعادي جوهرها وموضوعها , حتى إختلطت المفاهيم وتشوهت الرؤى , وتفاعلت مع ما هو سلبي ومدمر للمكان ومعطيات الزمان.

 

ولا يمكن القول بوجود ديمقراطية , من غير العمل بمهارات براكماتية قادرة على تحقيق مصالح المجتمع وتأمين السلامة الوطنية , فما ينقص الأنظمة السياسية المتوهمة بالديمقراطية , أنها أغفلت المصالح الوطنية المشتركة , وعجزت عن ترجمة الأفكار الديمقراطية إلى صيغ عمل , ومشاريع وطنية ذات قيمة إيجابية.

 

وبسبب هذا الفشل تحولت أوعية الديمقراطية إلى مستنقعات , تترعرع فيها الآفات والعظايا وتتصارع الضواري والسوابغ بغابية عالية , وقدرات تدميرية مروعة.

 

إن العودة إلى الراية الوطنية , وما يرتبط بها من مصالح وأفكار إيجابية ,  لهو المنقذ من ضلال الديمقراطية وإنحرافاتها المدمرة , لكل موجود مهما توهم بغير ذلك وعتى.

 

وعليه لكي نحقق ديمقراطية صحيحة , لا بد لنا أن نكون براكماتيكيين واضحين , قادرين على وضع الأفكار في خدمة المصالح الوطنية وحسب.