ان تكون الدماء العراقية رخيصة على الاحزاب الاسلامية المتنفذة فهذا ما لا شك فيه، فهذه الاحزاب تعيش على المتاجرة بمظلومية الشيعة،اذ كلما زادت وكثرت آلام الناس وعظمت مآسيهم، رفع الاسلاميون السياسيون واتباعهم من روزخونية ورجال دين عقيرتهم بالصياح والصراخ والبكاء والنحيب مطالبين جهات غير معلومة وغير معروفة بانصاف الشيعة وتحقيق آمالهم وانقاذهم من الخراب الذي حل بارواحهم قبل ان يحل في بيوتهم، وكانهم ليست الجهة التي تملك زمام السلطة وتدير امر البلد وتتحكم بوحدانية القرار وبتوزيع المناصب والدرجات، لو ارادوا لاستطاعوا ان يقولوا للشيء كن فيكون،اذان مفاليس الاسلاميين اصبحوا بين يوم وليلة من اغنى اغنياء العالم، ولك ان تسأل كيف تملير ( اي اصبح مليونيرا) من كان يعمل بائع للبيتسا او بائع للفلافل او بائع للخضار في اسواق السبت او دلال حج وزيارةاو بائع لكارتات لتلفون لتعرف قدرة الاسلام السياسي العجيبة وليس قدرة الله في قول كن فيكون.لكنهم اذا ما تعلق الامر بالناس وسلامتهم فهم اعجز واكسل من ابو حشية النميري(1) وابخل من شايلوك(2) ،ليس لا يرغبون، بل انهم يعملون بكل خبث ولؤم ان يجعلوا هذا الشعب المنكوب سرمدمي العذاب في لوعات الحرمان والعازة واستحقاق الشفقة والصدقة،ان هذه الاحزاب الاسلامية الخبيثة تعمل المستحيل من اجل تحويل الشعب الى جوقات من المتسولين والمعدمين حتى يسهل اخضاعهم والمتاجرة بآلامهم. لكن ان تكون الدماء العراقية رخصية على الشعب نفسه، فهذا الامر الذي لا يمكن فهمه ولا استيعابه، فقد فبدت الناس وكانها مقتنعة بان الموت قتلا وبجميع اشكال تنوعاته، مثل بلاء لا يمكن رده، واصبحت الناس مستسلمة له لا تبدي مقاومة، راضخة راضية بالمصير، مقتنعة بلقب (شهيد)الذي فقد بريقه ولم يعد له لا معنى ولا استساغة اطلاقا، فليس من امة عاقلة لها هذا العدد الهائل من الشهداء الذين لا يكلفون شيئا، لا يكافون مالا ولا حسابا ولا انتقاما ولا عاقبة، انه لقب رخيص مثل دماء العراقيين عند الاسلاميين والملالي. الناس تريد الحياة لابناءها واطفالها ونساءها لا تريد لهم الشهادة، فلماذ لا يغادر قطعان المنطقة الخضراء جحورهم ويجلبون ابناءهم وعائلاتهم من الخارج ليعيشوا كباقي العراقيين، ان كانوا يغنون للشهادة ويحسدون الضحايا عليها ويعملون من اجلها؟ لماذا لا يطلب ازلام المنطقة الخضراء الشهادة التي يوزعون القابها على الضحايا بكرم حاتمي نادر لكن كرمهم مثل وعودهم قبضة هواء، مجرد توزيع اراضي وقصور في الجنة التي يزرعون حدائقها في خيالات البسطاء المغلوبين على امرهم الذين لا يعرفون من الحضارة والمدنية سوى ما يرونه من مظاهر حياة الاسلاميين المترفة الذين يبدون منتفخي الكروش والاوجاد ومكحلي الحواجب مصبوغي الشعر والشوارب، كانهم تماثيل مشوهة لنحات لا يحسن الحرفة؟ لماذا لا ياخذون كل قصور الجنة وكل حور عينها وغلمانها المخلدون وكل اراضيها ويعطون للناس بضع من الاراضي التي يخصوصنها لهم ولاعوانهم؟ لكن هؤلاء الاسلاميون ليسوا بنزيهين لا في دينهم ولا في مذهابهم يستحقون اللعنة والشتم. اذا ارادت الناس بان تكون دمائها اغلى من اي ثمن، وليس رخيصة تراق بالمجان، تنزف مرمية في العراء، ملقاة على ارصفة الشوارع او متروكة مهملة في زوايا المستشفيات كما تترك اكياس البضاعة في علاوي الخضروات، تنزف آلامها ودمائها ودموعها وارواحها حتى النزع الاخير، وتنتهي ان تكون مجرد رقم في قائمة المظلومية التي تتاجر فيها الاحزاب الاسلامية المتنفذة لترفعها شعارا وتضمن بقائها متربعة على كرسي السلطة لتمتد اياديها الخبيثة اللئيمة فلتاكل الاموال بنهامة الاكول الشره. اقول لو ان الناس ارادت ان تكون لدمائها سعرا لا يقدر لا بمال ولا بتعويض فقط انما بعاقبة وخيمة ثقيلة، لخرجت عن بكرة ابيها تحاصر المنطقة الخضراء والوزارات الامنية وبيوت المسؤلين وقصورهم ومطاراتهم، ولباتت ايامامها ولياليها في الشوارع، سهرانة لا تنام حتى يخرج كل المسؤولين من جحورهم او اوكارهم او مخاويرهم ليشاركوا الناس اخطارهم وليكونوا ايضا معرضين لنفس الكمائن القاتلة، ساعتها سيهتم هؤلاء النفر اللامسؤل بدماء العراقيين وستكون الدماء غالية جدا تُبهظ من من اراقها وتعاقب من تهامل واهمل واجبه ومسؤولياته وتسبب في اهدارها.
(1)أبو حشية النميري.. أتخذ سيفاً من خشب.. فكان يجلس في آخر قبيلته عند القتال.. فإن انتصروا ضارب معهم .. وإن انهزموا فرّ (2) شاليوك احد شخصيات مسرحية تاجر البندقية كان ياخذ قطع من لحم زبائنه اذا عجزوا عن السداد
|