الطرف الشرير هو (داعش)، اما البطل المهزوم المظلوم في بداية الأمر فهو لابد أن يكون مسلما عربيا وإن تغير عنوانه من عمان الى مصر الى ليبيا، وهذه البلدان هي الاراضي التي اختيرت لتكون مواقع التصوير الجديدة لافلام ستهز العالم (العربي). وهناك، كادر العمل، الذي عادة مايكون خلف الستار، وكادر العمل هذه المره كل من (تشاد هيرلي وستيف تشين وجاود كريم) مخترعي اليوتيوب، ومايك مارك زوكربيرغ ، مخترع الفيس بوك سواءا بقصد أو غير قصد، علما بأن لاإختراع ينبثق في أميركا بدون قصد. في فيلم (هزة ذيل الكلب) الاميركي الجنسية، يقوم الممثل (آل باتشينو) بدور مخرج تطلب منه وكالة المخابرات الاميركية اخراج فلم عن حرب مفترضة بين دولة افتراضية وأميركا التي تضطر لدخول الحرب لدحر قوى المعارضة. ويجيد المخرج (فبركة) الحدث واشعال فتيل حرب كاملة تكون ساحاتها شاشات التلفاز وصفحات الصحف والمجلات، بينما لم تطأ قدم أي جندي أميركي تراب تلك الارض الوهمية، وكل ذاك لاشغال الشعب وصرف نظره عن امور داخلية. من يشاهد هذا الفلم ويسترجع تصاعد وتيرة الأحداث الاخيرة على صعيد السياسة والحرب على داعش، سيرى إن من يقف وراءها ربما ليس داعش أو بعض الحكومات التي وجدت نفسها جزءا من حرب لم تكن طرفا فيها من قبل، بل إن من يحرك الاحداث هي أفلام تعرض على اليوتيوب خلال كل أزمة، لتكون هذه الافلام مفتاح الحل، أو في حقيقة الأمر، بداية لأزمة جديدة. فمشهد حرق الطيار الاردني (معاذ الكساسبة) كان الدافع وراء انتقام الاردن من داعش وتكثيف مشاركتها للتحالف الدولي في العمليات العسكرية ضد التنظيم، وكان أيضا فرصة لتخرس أصوات التطرف التي بدأت ترتفع في عمان أكثر واكثر لمناصرة داعش والتي قد تزعزع استقرار الاردن. وبعدها بايأم تأتي قصة مقتل واحد وعشرين قبطيا في جنوب مصر على يد داعش (الليبي)، لتهب مصر بدورها للمشاركة في قتال داعش والقيام بطلعات جوية فورا ضد معاقل التنظيم في ليبيا. وشيئا فشيئا تكبر الدائرة ليحرق الفتيل أكبر قدر ممكن من بلدان المنطقة التي يجب أن تتورط كي تساهم فعليا في تصفية التطرف في بلدانها. بعد ظهور أي شريط على اليوتيوب، يهب خبراء التصوير والفوتوشوب لتحليله، ولاتمضي ساعات حتى ياتي الجواب, فقد أكد محللون بأن شريط حرق الكساسبة هو فيلم هوليودي جيد التنفيذ، وانه الشاب مازال حيا يرزق، كذلك قيل عن الفلم الذي صور ذبح الاقباط بأنه ليس أكثر من فلم قديم تمت فبركته ليبدو انه حدث في جنوب مصر. فهل يقول المحللون مايقولونه دفاعا عن داعش وأساسليبها الهمجية في الحرق والقتل، أم إن داعش بمثل هذا الغباء لتفتح جبهات جديدة لقتالها في ليبيا والاردن ومصر في الوقت الذي تتراجع فيه في العراق وسوريا وتواجه أزمات مادية وفقدا لبعض قياداتها؟ أم إن المقصود هو أن دائرة قتال داعش؟ وقد تتوسع أكثر لتشمل أقطارا عربية لم تشارك بعد، مما يعني احتمال ظهور اشرطة يوتيوب اخرى لأحداث حقيقية أو (مفبركة) لكنها في نهاية الأمر ستعيد تشكيل السياسة، فهل انتقلت مفاتيح السياسة الحديثة الى هوليود؟
|