قامت الدنيا ولم تقعد لجريمة شكك البعض بمصداقية وقوعها وارجعها آخرون الى انها لعبة من لعبة الشيطان الداعشي لإيهام أعين المتلقين بعدوانيتهم وشدة جرمهم إذ ان الحجارة لم تسلم من بطشهم وظلمهم.
نعم بحق إنها جريمة نكراء لم يقدم عليها اعتى الطواغيت ، جريمة تضاف الى قائمة جرائم برابرة القرن الحالي ، هذه المرة كانت مختلفة عن جرائمهم السابقة التي مارسوها ضد ابناء الشعب العراقي على حد سواء والتي تفننوا بها من حيث الآلية والطبيعة التي ارتكبوها وهدروا من خلالها دماءنا ، حتى باتت أجسادهم النتنة مترهلة لحجم الدماء التي سفكوها مما اعاقت عليهم سرعة الهرب من نيران أبطالنا من الجيش والحشد الشعبي.
لكن مما يلفت النظر ان هذه الاعمال ادينت بشكل مفرط من قبل كافة المجتمعات العربية والدولية وباتت مادة دسمة للجميع دون استثناء من "الأروقة السياسية والمنابر الإعلامية" وغيرها من شرائح المجتمع ، منددةً ببشاعة الجرم الذي ارتكبته داعش بحق آباءنا الصنميين الذين شغلوا المكان لأكثر من 25 قرن ، متناسيين دماء ابناءنا التي اريقت قبل مدة من الزمن التي لم تتجاوز أعمار تلك الدماء الـ "40" عاماً.
لذا فأننا نقول لجميع المستنكرين ان تلك الاثار الحجرية ليست اغلى من الدماء الزاكية التي هدرت على ارض تكريت والتي دنسها داعش بافعاله الظلامية ، نعم انها دماءنا الطاهرة التي سالت على تلك الارض لتطهرها من القاذورات التي خلفتموها بافعالكم النتنة التي لا يرضى بها جبين الإنسانية .
لم نسمع تلك الاصوات المنددة بجريمة تحطيم الآثار عندما سقط ابناءنا في سبايكر ولم نسمعها عندما قتل المئات من ابناءنا في السجر والصقلاوية ، لعل تلك الالسن كانت مخرسة أبان افتراس وحوش الغاب ابناءنا.
وان تلك الآثار على الرغم من التشكيك بهدم داعش لها حيث اشيع تهريبها خارج البلاد ، الا ان دماء ابناءنا لم تثر حولها الشكوك بسلامة بقاءها ... هذا لان الامر محال ولا يمكن ان ينفى المحال وهو موت شبابنا.