استبشر الكثيرون من ابناء بغداد باعفاء عبعوب من امانة بغداد وتكليف السيدة د.ذكرى علوش العبايجي بدلا منه وبعيدا عن التسميات التي لصقت بعبعوب لكن سوء اداءه لوظيفته جعل الجميع يُكنيه بتسميات لم تدخل القاموس العراقي الا القليل منها سابقا وهو كان سببا لكل هذه التسميات لقلة خبرته وسوء اداءه ومن ثم غروره بعمله الغير منجز.
امام السيدة امينة بغداد مهام كبرى تقع على عاتقها وان تنجزها لتصبح بغداد فعلا مدينة جميلة وتستعيد حيويتها ورونقها لتجعل من الذكريات حقيقة واقعة ولكن بثوب جديد لها.
عمل السيدة د.العبايجي لا يكتمل مالم تتظافر الجهود معها من قبل الكهرباء والماء والمرور ومحافظة بغداد حتى يمكن انجاز ما تخلف سلفها من انجازه بقصد او بدون قصد لان المال كان متوفرا وبكثرة ولكن عدم التخطيط وتفشي الفساد في دوائر امانة العاصمة ,كما في باقي الدوائر والمؤسسات,ادى كنتيجة حتمية للتخبط الى فشل وتعثر اكثر المشاريع في عدم انجازها اضافة الى عدم وجود ثقافة اجتماعية ووعي صحي في العراق للحفاظ على جمالية ورونق بغداد,وهذا ليس في بغداد فقط وانما في عموم العراق حيث البلديات متلكئة في عمله لانها اصيبت "برصاصة" المحاصصة المقيتة القاتلة لانهم لم يضعوا الانسان المناسب في المكان المناسب وهنا لب القضية.
من اين سوف تبدأ السيدة الامينة العبايجي في عملها بعد ان ,وحسب ما نشر, تسملت مكالمات تهديد عديدة,ربما لاخافتها من عملها الجديد وربما ايضا لاخفاء الفساد في اروقة امانة العاصمة وربما سوف تنشب حرائق في طابق العقود ...الخ..لكن وحسب ما اعتقد هو ان الاولوية لبغداد هو اكمال المشاريع الغير مكتملة والتي افتتحت لمرات وقالوا انها انجزت بنسبة 90% ومنذ اكثر من عامين لم تنجز الاعمال من ال10% الباقية.واولها مشروع ماء الرصافة,ومشروع شارع الرشيد وقد لا تحضرني الان باقي المشاريع,ومن المؤسف ان الادارة السابقة لم تكن في وارد من امرها للاستفادة من خبرات المختصين بهكذا مشاريع وممن يمتازون بكفاءات عالية وعالمية لتبقى الكثير من المشاريع في اعلى مكاتب المسؤولين دون ان تحركها رياح التغيير.
اما نظافة بغداد,وبالرغم من كثرة العاملين في شوارع بغداد,لكنها لم تصل الى مرتبة الجيد حيث ليس هناك من مشرفين حقيقيين على اعمال هؤلاء العمال ,واغلبهم ان لم اقل كلهم من البنغلادشيين.شارع ابو نؤاس يستحق الاعتناء به اكثر مما هو الان حيث فتحات مياه الامطار,المنهولات,كما في باقي شوارع بغداد, مختفية والخفر تسودها والمارة عرضة لحوادث كثر وقد حدثت فعلا سقوط البعض فيها وتعرضوا لكسور في الجسم ناهيك تعرض الكثير من المركبات الى اضرار نتيجة ذلك.اضافة الى تواجد البعض ممن اجاز لنفسه ان يقطع الارصفة هناك ويبيع ما يحلو له حيث المارة يضطرون للنزول الى الشارع حيث المركبات تسير بسرعة كبيرة دون رادع.رفع اعمدة الكهرباء الملغاة والتي بعضها لم يبقى منها سوى 20-30 سم وهذا يشكل خطرا حقيقيا على المارة ليلا,حدائق ابي نؤاس في وضع كارثي وحزين حيث تكثر فيها النفايات بشكل مقرف ومن كافة الانواع ويمكن ملاحظة ان الحاويات فارغة والنفايات على الارض برائحتها الكريهة وليس هناك من متابع,منع الشباب من لعب كرة القدم في الحدائق الخضراء ويمكن ترتيب اوقات لهم في ملاعب خاصة في المنطقة,تستحق ضفاف دجلة الاهتمام ايضا حيث عشرات الآلاف من القناني وبانواعها مستقرة فيها اضافة كل انواع الكراسي والموبيليات البالية والافرشة مرمية على ضفاف النهر الخالد والذي لم يلتفت اليه احد ليومنا هذا وعلى الاقل منذ التغيير في 2003.ولكن هناك مشكلة ليس من السهولة التغلب عليها وسوف تواجه السيدة امينة بغداد وهي احتلال كل الارصفة من قبل الباعة ولم يعد هناك مكان للسابلة تقريبا,باعة الاحذية والملابس والاكل وشوي الاسماك والخضار الخ..ولكن بقوة القانون يمكن استرجاع هذه الارصفة وبدون استثناءات سوف تستطيع الامانة استرجاع الارصفة من سارقيها,وهذه طبعا آفة ابتلت بها كل مدن العراق بسبب غياب القانون وقوته في العقاب. من هي الجهة المسؤولة عن تبليط شوارع العاصمة يقول البعض ان المحافظة هي المسؤولة عن ذلك وآخر يقول امانة بغداد وفي كل الاحوال شوارع بغداد مهدمة في معظمها ناهيك عن ان مديرية المرور يمكن زجها في وضع بغداد حيث تنظم الكثير من الشوارع وتضع الاشارت المرورية الصحيحة وتجعل بعض الشوارع الضيقة احدها للذهاب والبعض الآخر للاياب لتخفيف حدة الازدحامات بالاضافة الى الاسراع في فتح الشوارع لتسهيل المرور وتقليل الضوضاء من استعمال المنبهات,الهورن,والوقوف بطوابير لا ضرورة لها بسبب غلق اكثر الشوارع.
هناك اكثر من مهمة عاجلة وحسب الاولويات تنتظر السيدة امينة بغداد وفي مقدمتها كشف اوراق الفساد والفاسدين وان لا تخشى لومة لائم لان عملها النزيه وتقويم اخطاء الماضي سوف يحسب لها وان تعمل من اجل بغداد اجمل وانظف لتعيد رونقها من جديد,كما في باقي مدن العراق المهملة على اصحاب القرار ان يبتعدوا في عن المحاصصة في تعيين مدراء البلديات حسب النسب المئوية للاحزاب دون النظر الى الكفاءة والنزاهة.وكل هذا يتم بنجاح اذا تكاثفت جهود كل المعنيين لتقدم امانة بغداد عملها بشكل مرضي لابل جيد.
سوف ينتظر اهل بغداد الكثير من الاجراءت لتكون بغداد عاصمة العراق فعلا من قبل سيدة بغداد الجديدة,فهل هي سائرة في هذا الطريق؟نأمل ذلك.
|