المسرحية الكبرى قبيل احداث آخر الزمان

لا شيء يخضع للصدفة او العفوية في الاستراتيجيا الامريكية . فلابد من تجربة قبل بداية اية عملية كبرى لضمان اكبر قدر ممكن من النجاح . و في المنهج الانقلابي مثلا هناك ما يسمى بالانقلابات الصغرى قبل الانقلاب الكبير . و كل ذلك طبق بحذافيره في القرن الماضي و كانت نسبة النجاح كبيرة جدا و مرعبة جدا .

و لا شيء مستحيل على الاستراتيجيا الامريكية فقد وقع تطويع الاحزاب الدينية و برمجتها لتحقيق اهداف تلك الاستراتيجيا . و تلك البرمجة تقتضي تجارب او عمليات مبدئية صغيرة تمهيدا للعملية الكبرى .

التجربة الاولى ظهرت في تكوين الاحزاب التكفيرية نظريا و عند نجاح التجربة جاء التطبيق في شكل القاعدة ثم تعميمها في الجغرافيا الاسلامية.  ثم  اردف كل ذلك بالدواعش . و الجديد في امرهم ان ظهور الجماعة  و قائدهم هو عمل استخبراتي بحت يستوجب الظهور الفجئي و الانتشار السريع بحيث تكون الصدمة قاتلة و ذات فعالية في تحقيق الهدف . و في الميدان تم ذلك بنجاح كبير .

البروفا او التجربة الاولى للعمليات الصغرى كللت بالنجاح . و ردود الفعل كانت ضعيفة امام دواعش يمكن الانتصار عليهم بكل سهولة لولا القيادات المتآمرة . نحن الآن ننتظر العملية الكبرى .

ان العملية الكبرى  هي امريكية و هدفها الاساسي هو القضاء على الامام المهدي ع الذي ارعبهم ايما رعب و سيكون بطلها السفياني و سواء ا كان شخصية عربية او غربية او اسرائيلية فإن نجاحها سيكون كاسحا و مدمرا بعد نجاح البروفات الاولى  اذ ان الاستراتيجيا الامريكية قد طوعت الاحزاب الدينية بالكامل و اخضعتها لدورتها السياسية بنجاح منقطع النظير و بالتالي يمكن التلاعب بها بشكل دراماتيكي دموي ماساوي في اطار لعبة الشعوب . و لن تجني الولايات المتحدة الامريكة اي ربح من ذلك لانها هي نفسها قد وقع اخضاعها و تطويعها لتحقيق برامج خاصة بمجموعة من الاذكياء يمكن تسميتهم باللوبي الصهيوني او الماسونية العالمية او اسرائيل ذاتها . فحال الامريكان و العرب هو واحد فالكل ضحايا . و الضحايا هم غاية في السوء عندما يكونون ممثلين و ابطالا في المسرحية .

ستظهر قوة اخرى كاسحة بطلها السفياني و ستغربل الشرق الاوسط غربلة عنيفة و ستسقط كل دول المنطقة و يسقط معها السفياني ايضا و تدمر عواصم عربية كثيرة لتستفيق الشعوب فجأة على قيام دولة واحدة هي اسرائيل الكبرى و التدريبات العسكرية الاسرائيلية على قدم و ساق و في الامس القريب كان عدد الجنود في التدريبات 13000 جنديا . اليس هذا استعداد لحرب كبرى ؟ و المسلمون أسوأ امة فوق الكرة الارضية يتقاتلون و يتهمون بعضهم البعض و منشغلون بلياليهم و مواويلهم .و ستكون المفاجأة قاتلة بشكل لا يتصور حجمه . و ستجد الشعوب العربية نفسها يتيمة امام مستعمر جديد من نوع خاص .

ان نذير آخر الزمان بدا يدق طبوله و ابواقه بعنف و من لم يسمع ذلك  فهو اصم و اخرص و اعمىو كل المؤشرات ترجح ان احداث النهاية و زمن المتاعب ستكون في رمضان هذه السنة اوبعد سنة او سنتين  و عليه فان العصر الاسرائيلي بدأ يدق ابوابنا. فعلى الدنيا السلام و حسبنا الله و نعم الوكيل.