السباحة في بحيرات العجز والفقر والحاجة والفاقة |
منذ أن جاء التغيير وتلاشت إمبراطورية الشخص الواحد والحزب الواحد وأنا أتأمل وأحلم وأرسم أحلاماً وهميةعلى شاطيْ رملي لايلبث أن يزول بمجرد قدوم موجة عاتية من قاع أو وسط المحيط الهائج لتزيل كل همس ولمسٍ وحِسٍ يكاد أن يصعد الى سطح طموحاتي عند الخيال. في زمن – القيادات الضرورة – كنا نضع اللوم وكل اللوم على شخصٍ واحد إسمهُ – ألأنا ولايوجد شخصٍ آخر – يستطيع أن يتلفظ بحرفٍ واحد أمامهُ أو خلفة. العيون منتشرة في كل زاوية من زوايا الحارات والبيوت وحتى عند غرف النوم. كنا نحلم أن نرتقي الى مصاف ألأنسان بعد التغيير ونعوم في نِعَمٍ لا تعد ولاتحصى وسنحصل على حصةٍ من النفط كحصص التموين وسنشتري سيارة كسيارات الخليج وجزرهاوي وميامي ونغطس حتى القاع لنحصل على كنوز العراق المدفونة عند رجال ألأعمال والساسة العظام وأصحاب النفوذ على وجة الكرة ألأرضية , سندخل فنادق الدرجة ألأولى على شاكلة أبناء الخليج حينما يزورون العراق زمن الثمانينات. سنسافر مثل أبناء وبنات الخليج عند حلول العيد والعطلة الصيفية. سنجلب خادمات من بنكلادش وجميع الدولة التي ترسل فتياتها للعمل في بيوت سكان السعودية. وتطور الحلم حينما سمعنا أن جحافل التغيير القادمة من جميع ألأحزاب ستحيل حياتنا الى نورٍ يناطح السحاب ووزير نفط العراق متخرج من جامعات الدول الكبرى ويعرف كل شيءٍ عن تاريخ العراق. سينثر الدولارات من واردات النفط عليَّ وعليك وعليهم كحقوقٍ متراكمة لكل فردٍ ضاع في أحلامه عند سلطة – القائد الضرورة- وفرحنا في تجاويف أرواحنا ومنيّنا النفس بألآمال والأحلام. وتدفق النفط كالطوفان في زمن التغيير ..وراح البرلمان يعصف بصوتِ كل فردٍ من أفرادة ينادون بخدمة ألأنسان- والحقيقة أنهم ينادون من أجل أنفسهم- نسوني كما نسوا ألآخرين هناك في كل زاوية من زوايا الحارات الممزقة بالطلقات ومشاعل التنوير القاتلة في جنح الليل. وشاء القدر أن ارافق أحد المرشحين للأنتخابات قبل التصويت – أعد عنه تقريراً مع كادر التصوير- كان في لندن عمرهُ لايصل الى نصف عمري. عاد من هناك يحلم – وأحلامه كانت هناك كلها في يدهِ واقعاً حقيقياً بلا سراب-. |