يكفيك شر بني آدم

دعاء طالما نسمعه يوميا، هو رغبتنا في ان يحفظ الله سبحانه وتعالى المحادث لنا، كأننا قد طلبنا المعجزة وجلبنا السكينة وبعدنا عنه شرور الإنسان ذلك الذي خلقه الله في أحسن تقويم.
لا اعرف للدعاء جذورا، كل الذي اعرفه اننا أبناء حواء وينعتوننا أبناء آدم وهي التي ورطته، قال القرآن عن بنات حواء كيدهن عظيم وكيد أبناء آدم اقل عظمة.

لم اسمع في حياتي ان يقول احدنا للآخر يكفيك شر الديناصور أو الأسد أو الضبع أو النمر أو الذئب..لم اسمع من يقول يكفيك شر الفيل أو الزرافة أو الكركدن..لم اسمع من يقول للآخر متمنيا له السلامة بالقول يكفيك شر الحية أو العقرب..أو الحوت والتمساح.

يبدو انها أقل ضررا وشرا من الإنسان وان الإنسان أكثر منها همجية.

لا تجد في البيئة العراقية كل هذه الحيوانات المتوحشة لكنك تجد من بين الناس هو من يفترس الأسد والفهد والفيل والحمير.. فكيف بالمواطن الفقير؟.

لم اسمع من يقول للآخر متمنيا له ليلة هانئة والدعاء له (يچفيك شر البگ) رغم ان (بگه) واحدة فقط بإمكانها إن تجعل غابة كاملة بكل الحيوانات المفترسة في سهرة حتى الصباح، حتى لو نصبوا الجواسيس والسيطرات والكاميرات لا يمسكونها على الرغم من صغرها، انها كالمواطن الضعيف، القوي بحقوقه المهدورة،

كما قال الشاعر:

لا تحتقرن صغير في معاملة ان البعوضة تدمي مقلة الأسد

هل حقا الإنسان أكثر من هذه الحيوانات شرا ؟.

نعم، لا يوجد في الغابة أسد يقتل أسدا ولا فيل ينازع فيلا ولا كنغز يتهور ويعتدي على آخر ولا حصان يرفس حصانا آخر..كل الحيوانات تعرف حدودها ولونها وشكلها، لها الطعام والشراب وموسم للتكاثر إلا الإنسان لا يشبع من الطعام والشراب والجنس ويتفنن حتى في قتل أخيه من أمه وأبيه مثل أبناء حواء قابيل وهابيل.

لم يفعلها الذئب لكن فعلها بعض أبناء المجتمع العراقي؛ سرق وقتل وحرق حتى الحيوان، رغم انه ديني وعشائري وحضارة وثقافة، لكن اغلب المنحوتات والقصائد والأساطير؛ صراع وقتل وسبي ووريث قانون اخترعه ليحميه لكن حتى القانون يقتص بالعنف، العين بالعين والسن بالسن، هذا معناه أن يكون كل العراقيين (عوران وثرمان) لكثرة صراعاتنا ومشاجراتنا !! ..

لم تقوم يوما ما الدببة بتهجير سكان المدن العراقية، لقد هجر العراقي حتى الطيور في السماء لم نعد نرى اللقالق والسند وهند والزرازير.

هل فزعت يوم ما من هجوم قامت به النمور على الشورجة؟.

هل شاهدت مجموعة فيلة تهاجم كراج العلاوي ؟.

هل اقتحمت الضباع كنيسة في الباب الشرقي ؟.

هل هاجمت التماسيح أكاديمية الفنون الجميلة ؟.

هل قاطعت مجموعة من القرود رفعة العلم في مدرسة بلاط الشهداء ؟.

هل سرقت الخنازير النفط ؟.

لم يفجر الأرنب نفسه على طفل ولم يقوم الغزال بوضع مظروف فيه طلقة.

لقد فعلها افراد يحسبون على المجتمع العراقي، يوصف النكرة منهم (ذيب أمعط ).

لم تقوم العصافير والبلابل بوضع إنسان عراقي في قفص لتتفرج عليه، لقد وضع الإنسان البلبل في القفص ليغرد له رغم ان البلابل و العصافير لم تتخرج من معهد الدراسات النغمية ليكون لنا فضل عليها.

لقد أضافها العراقي في القراءة الابتدائية ولقن الأطفال..وأعطى للحيوانات المسالمة التي تعيش معه في المنزل، صفات سيئة؛ البلبل صفة الفتان (المخبر) واعتبر البعير غبيا وأبقاه على التل مضربا للأمثال..الهدهد كذلك.

اعتبر النخبة مثل ( المهندس الصغير) مصابا بداء التوحد في كل مرة يعيد إنشاء قطع الخشب لكنها تنهدم ..

بينما اعتبر الأمي عبقريا بخديعته للأسرة العراقية الطيبة في قصة (الضيف الظريف ).

أتمنى أن يكون الدعاء: يكفيك شر السياسي الخبيث والدكتور المزور والضابط الدمج..